responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 12  صفحه : 69

من الأتراك السلجوقية الذين يحبون أهل السنة و يوالونهم و يرفعون قدرهم، و اللَّه المحمود، أبدا على طول المدى. و أمر رئيس الرؤساء الوالي بقتل أبى عبد اللَّه بن الجلاب شيخ الروافض، لما كان تظاهر به من الرفض و الغلو فيه، فقتل على باب دكانه، و هرب أبو جعفر الطوسي و نهبت داره.

و فيها جاء البساسيري قبحه اللَّه إلى الموصل و معه نور الدولة دبيس، في جيش كثيف، فاقتتل مع صاحبها قريش و نصره قتلمش بن عم طغرلبك، و هو جد ملوك الروم، فهزمهما البساسيري، و أخذ البلد قهرا، فخطب بها للمصريين، و أخرج كاتبه من السجن، و قد كان أظهر الإسلام ظنا منه أنه ينفعه، فلم ينفعه فقتل، و كذلك خطب للمصريين فيها بالكوفة و واسط و غيرها من البلاد. و عزم طغرلبك على المسير إلى الموصل لمناجزة البساسيري فنهاه الخليفة عن ذلك لضيق الحال و غلاء الأسعار، فلم يقبل فخرج بجيشه قاصدا الموصل بجحافل عظيمة، و معه الفيلة و المنجنيقات، و كان جيشه لكثرتهم ينهبون القرى، و ربما سطوا على بعض الحريم، فكتب الخليفة إلى السلطان ينهاه عن ذلك، فبعث إليه يعتذر لكثرة من معه، و اتفق أنه رأى رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) في المنام فسلم عليه فأعرض عنه، فقال:

يا رسول اللَّه لأى شي‌ء تعرض عنى؟ فقال: يحكمك اللَّه في البلاد ثم لا ترفق بخلقه و لا تخاف من جلال اللَّه عز و جل. فاستيقظ مذعورا و أمر وزيره أن ينادى في الجيش بالعدل، و أن لا يظلم أحد أحدا.

و لما اقترب من الموصل فتح دونها بلادا، ثم فتحها و سلمها إلى أخيه داود، ثم سار منها إلى بلاد بكر ففتح أماكن كثيرة هناك.

و فيها ظهرت دولة الملثمين ببلاد المغرب، و أظهروا إعزاز الدين و كلمة الحق و استولوا على بلاد كثيرة منها سجلماسة و أعمالها و السوس، و قتلوا خلقا كثيرا من أهلها، و أول ملوك الملثمين رجل يقال له أبو بكر بن عمر، و قد أقام بسجلماسة إلى أن توفى سنة ثنتين و ستين كما سيأتي بيانه، ثم ولى بعده أبو نصر يوسف بن تاشفين، و تلقب بأمير المؤمنين، و قوى أمره، و علا قدره ببلاد المغرب.

و فيها ألزم أهل الذمة بلبس الغيار ببغداد، عن أمر السلطان. و فيها ولد لذخيرة الدين بعد موته من جارية له ولد ذكر، و هو أبو القاسم عبد اللَّه المقتدى بأمر اللَّه. و فيها كان الغلاء و الفناء أيضا مستمرين على الناس ببغداد و غيرها من البلاد، على ما كان عليه الأمر في السنة الماضية، ف إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ‌. و لم يحج أحد من أهل العراق فيها.

و فيها توفى من الأعيان‌

على بن أحمد بن على بن سلك‌

أبو الحسن المؤدب، المعروف بالفالي [1]، صاحب الأمالي، و فالة قرية قريبة من إيذج، أقام‌


[1] لان صاحب الأمالي اسمه أبو على إسماعيل بن القاسم و وفاته سنة 356 فجعله صاحب الأمالي خطأ بلا شك و انما هو الفالى بالفاء كما في النجوم الزاهرة.

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 12  صفحه : 69
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست