نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي جلد : 12 صفحه : 68
و قاضى القضاة الدامغانيّ و الماوردي، و رئيس الرؤساء ابن المسلمة. فلما كان شعبان ذهب رئيس الرؤساء إلى الملك طغرلبك و قال له: أمير المؤمنين يقول لك قال اللَّه تعالى (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَماناتِ إِلى أَهْلِها) و قد أمرنى أن أنقل الوديعة إلى داره العزيزة، فقال: السمع و الطاعة، فذهبت أم الخليفة لدار الملك لاستدعاء العروس، فجاءت معها و في خدمتها الوزير عميد الملك و الحشم، فدخلوا داره و شافه الوزير الخليفة عن عمها و سأله اللطف بها و الإحسان إليها، فلما دخلت إليه قبّلت الأرض مرارا بين يديه، فأدناها إليه و أجلسها إلى جانبه، و أفاض عليها خلعا سنية و تاجا من جوهر ثمين، و أعطاها من الغدمائة ثوب ديباجا، و قصبات من ذهب، و طاسة ذهب قد نبت فيها الجوهر و الياقوت و الفيروزج، و أقطعها في كل سنة من ضياعه ما يغل اثنا عشر ألف دينار، و غير ذلك.
و فيها أمر السلطان طغرلبك ببناء دار الملك العضدية فخربت محال كثيرة في عمارتها، و نهبت العامة أخشابا كثيرة من دور الأتراك، و الجانب الغربي، و باعوه على الخبازين و الطباخين، و غيرهم.
و فيها رجع غلاء شديد على الناس و خوف و نهب كثير ببغداد، ثم أعقب ذلك فناء كثير بحيث دفن كثير من الناس بغير غسل و لا تكفين، و غلت الأشربة و ما تحتاج إليه المرضى كثيرا، و اعترى الناس موت كثير، و اغبر الجو و فسد الهواء. قال ابن الجوزي: و عم هذا الوباء و الغلاء مكة و الحجاز و ديار بكر و الموصل و بلاد بكر و بلاد الروم و خراسان و الجبال و الدنيا كلها. هذا لفظه في المنتظم. قال:
و ورد كتاب من مصر أن ثلاثة من اللصوص نقبوا بعض الدور فوجدوا عند الصباح موتى أحدهم على باب النقب، و الثاني على رأس الدرجة، و الثالث على الثياب التي كورها ليأخذها فلم يمهل.
و فيها أمر رئيس الرؤساء بنصب أعلام سود في الكرخ، فانزعج أهلها لذلك، و كان كثير الأذية للرافضة، و إنما كان يدافع عنهم عميد الملك الكندري، وزير طغرلبك. و فيها هبت ريح شديدة و ارتفعت سحابة ترابية و ذلك ضحى، فأظلمت الدنيا، و احتاج الناس في الأسواق و غيرها إلى السرج.
قال ابن الجوزي: و في العشر الثاني من جمادى الآخرة ظهر وقت السحر كوكب له ذؤابة طولها في رأى العين نحو من عشرة أذرع، و في عرض نحو الذراع، و لبث كذلك إلى النصف من رجب، ثم اضمحل. و ذكروا أنه طلع مثله بمصر فملكت و خطب بها للمصريين. و كذلك بغداد لما طلع فيها ملكت و خطب بها للمصريين. و فيها ألزم الروافض بترك الأذان بحي على خير العمل، و أمروا أن ينادى مؤذنهم في أذان الصبح، بعد حي على الفلاح: الصلاة خير من النوم، مرتين، و أزيل ما كان على أبواب المساجد و مساجدهم من كتابة: محمد و على خير البشر، و دخل المنشدون من باب البصرة إلى باب الكرخ، ينشدون بالقصائد التي فيها مدح الصحابة، و ذلك أن نوء الرافضة اضمحل، لأن بنى بويه كانوا حكاما، و كانوا يقوونهم و ينصرونهم، فزالوا و بادوا، و ذهبت دولتهم، و جاء بعدهم قوم آخرون
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي جلد : 12 صفحه : 68