responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 12  صفحه : 66

عبد اللَّه بن محمد بن عبد الرحمن‌

أبو عبد اللَّه الأصبهاني، المعروف بابن اللبان، أحد تلامذة أبى حامد الأسفراييني، ولى قضاء الكرخ، و كان يصلى بالناس التراويح، ثم يقوم بعد انصرافهم فيصلي إلى أن يطلع الفجر، و ربما انقضى الشهر عنه و لم يضطجع إلى الأرض (رحمه اللَّه).

ثم دخلت سنة سبع و أربعين و أربعمائة

فيها ملك طغرلبك بغداد، و هو أول ملوك السلجوقية، ملكها و بلاد العراق. و فيها تأكدت الوحشة بين الخليفة و البساسيري، و اشتكت الأتراك منه، و أطلق رئيس الرؤساء عبارته فيه، و ذكر قبيح أفعاله، و أنه كاتب المصريين بالطاعة، و خلع ما كان عليه من طاعة العباسيين، و قال الخليفة و ليس إلا إهلاكه. و فيها غلت الأسعار بنواحي الأهواز حتى بيع الكر بشيراز بألف دينار. و فيها وقعت الفتنة بين السنة و الرافضة على العادة، فاقتتلوا قتالا مستمرا، و لا تمكن الدولة أن يحجزوا بين الفريقين. و فيها وقعت الفتنة بين الأشاعرة و الحنابلة، فقوى جانب الحنابلة قوة عظيمة، بحيث إنه كان ليس لأحد من الأشاعرة أن يشهد الجمعة و لا الجماعات.

قال الخطيب: كان أرسلان التركي المعروف بالبساسيري قد عظم أمره و استفحل، لعدم أقرانه من مقدمي الأتراك، و استولى على البلاد و طار اسمه، و خافته أمراء العرب و العجم، و دعي له على كثير من المنابر العراقية و الأهواز و نواحيها، و لم يكن للخليفة قطع و لا وصل دونه، ثم صح عند الخليفة سوء عقيدته، و شهد عنده جماعة من الأتراك أنه عازم على نهب دار الخلافة، و أنه يريد القبض على الخليفة، فعند ذلك كاتب الخليفة محمد بن ميكائيل بن سلجوق الملقب طغرلبك يستنهضه على المسير إلى العراق، فانفض أكثر من كان مع البساسيري و عادوا إلى بغداد سريعا، ثم أجمع رأيهم على قصد دار البساسيري و هي في الجانب الغربي فأحرقوها، و هدموا أبنيتها، و وصل السلطان طغرلبك إلى بغداد في رمضان سنة سبع و أربعين، و قد تلقاه إلى أثناء الطريق الأمراء و الوزراء و الحجاب، و دخل بغداد في أبهة عظيمة جدا، و خطب له بها ثم بعده للملك الرحيم، ثم قطعت خطبة الملك الرحيم، و رفع إلى القلعة معتقلا عليه، و كان آخر ملوك بنى بويه، و كانت مدة ولايتهم قريب المائة و العشر سنين، و كان ملك الملك الرحيم لبغداد ست سنين و عشرة أيام، و نزل طغرلبك دار المملكة بعد الفراغ من عمارتها، و نزل أصحابه دور الأتراك و كان معه ثمانية أفيلة، و وقعت الفتنة بين الأتراك و العامة، و نهب الجانب الشرقي بكمله، و جرت خبطة عظيمة. و أما البساسيري فإنه فر من الخليفة إلى بلاد الرحبة و كتب إلى صاحب مصر بأنه على إقامة الدعوى له بالعراق، فأرسل إليه بولاية الرحبة و نيابته بها، ليكون على أهبة الأمر الّذي يريده.

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 12  صفحه : 66
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست