نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي جلد : 12 صفحه : 61
و لم يتغمد ذنوبي و ما قد* * * جنيت برحمته و غرانه
و يجعل مصيري إلى جنة* * * يحل بها أهل رضوانه و غفرانه
فان كنت ما لي من طاعة* * * سوى حسن ظني بإحسانه
و إني مقر بتوحيده* * * عليم بعزة سلطانه
أخالف في ذاك أهل الهوى* * * و أهل الفسوق و عدوانه
و أرجو به الفوز في منزل* * * معد مهيا لسكانه
و لن يجمع اللَّه أهل الجحود* * * د و من أقر بنيرانه
فهذا ينجيه إيمانه* * * و هذا يبوء بخسرانه
و هذا ينعم في جنة* * * و ذاك قرين لشيطانه
و من شعره أيضا:
قل لمن عاند الحديث و أضحى* * * عائبا أهله و من يدعيه
أ بعلم تقول هذا أبن لي* * * أم بجهل فالجهل خلق السفيه
أ يعاب الذين هم حفظوا الدين* * * من الترهات و التمويه
و إلى قولهم و ما قد رووه* * * راجع كل عالم و فقيه
كان سبب موته أنه افتصد فورمت يده، و على ما ذكر أن ريشة الفاصد كانت مسمومة لغيره فغلط ففصده بها، فكانت فيها منيته، فحمل إلى المارستان فمات به، و دفن بمقبرة جامع المدينة، و قد نيف على الستين (رحمه اللَّه تعالى).
ثم دخلت سنة اثنتين و أربعين و أربعمائة
فيها فتح السلطان طغرلبك أصبهان بعد حصار سنة، فنقل إليها حواصله من الري و جعلها دار إقامته، و خرب قطعة من سورها، و قال: إنما يحتاج إلى السور من تضعف قوته، و إنما حصننى عساكري و سيفي، و قد كان فيها أبو منصور قرامز بن علاء الدولة أبى جعفر بن كلويه، فأخرجه منها و أقطعه بعض بلادها. و فيها سار الملك الرحيم إلى الأهواز و أطاعه عسكر فارس. و فيها استولت الخوارج على عمان و أخربوا دار الامارة، و أسروا أبا المظفر بن أبى كاليجار. و فيها دخلت العرب بأذن المستنصر الفاطمي بلاد إفريقية، و جرت بينهم و بين المعز بن باديس حروب طويلة، و عاثوا في الأرض فسادا عدة سنين. و فيها اصطلح الروافض و السنة ببغداد، و ذهبوا كلهم لزيارة مشهد على و مشهد الحسين، و ترضوا في الكرخ على الصحابة كلهم، و ترحموا عليهم، و هذا عجيب جدا، إلا أن يكون من باب التقية، و رخصت الأسعار ببغداد جدا. و لم يحج أحد من أهل العراق.
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي جلد : 12 صفحه : 61