responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 12  صفحه : 6

أ رأيت القصص التي رفعتها إليك، فلم تلتفت إليها قد رفعتها إلى اللَّه عز و جل، و أنا أنتظر التوقيع عليها، فلما مسك قال قد و اللَّه خرج توقيع المرأة، فكان من أمره ما كان.

ثم دخلت سنة ثمان و أربعمائة

فيها وقعت فتنة عظيمة بين أهل السنة و الروافض ببغداد، قتل فيها خلق كثير من الفريقين.

و فيها ملك أبو المظفر بن خاقان بلاد ما وراء النهر و غيرها، و تلقب بشرف الدولة، و ذلك بعد وفاة أخيه طغان خان، و قد كان طغان خان هذا دينا فاضلا، يحب أهل العلم و الدين، و قد غزا الترك مرة فقتل منهم مائتي ألف مقاتل، و أسر منهم مائة ألف، و غنم من أواني الذهب و الفضة، و أواني الصين شيئا لا يعهد لأحد مثله، فلما مات ظهرت ملوك الترك على البلاد الشرقية. و في جمادى الأولى منها ولى أبو الحسين أحمد بن مهذب الدولة على بن نصر بلاد البطائح بعد أبيه، فقاتله ابن عمه فغلبه و قتله، ثم لم تطل مدته فيها حتى قتل، ثم آلت تلك البلاد بعد ذلك إلى سلطان الدولة صاحب بغداد، و طمع فيهم العامة، فنزلوا إلى واسط فقاتلوهم مع الترك. و فيها ولى نور الدولة أبو الأغر دبيس ابن أبى الحسن على بن مزيد بعد وفاة أبيه. و فيها قدم سلطان الدولة إلى بغداد، و ضرب الطبل في أوقات الصلوات، و لم تجر بذلك عادة، و عقد عقده على بنت قرواش على صداق خمسين ألف دينار. و لم يحج أحد من أهل العراق لفساد البلاد، و عيث الأعراب و ضعف الدولة. قال ابن الجوزي في المنتظم: أخبرنا سعد اللَّه بن على البزار أنبأ أبو بكر الطريثيثى أنبأ هبة اللَّه بن الحسن الطبري. قال: و في سنة ثمان و أربعمائة استتاب القادر باللَّه الخليفة فقهاء المعتزلة، فأظهروا الرجوع و تبرءوا من الاعتزال و الرفض و المقالات المخالفة للإسلام، و أخذت خطوطهم بذلك، و أنهم متى خالفوا أحل فيهم من النكال و العقوبة ما يتعظ به أمثالهم، و امتثل محمود بن سبكتكين أمر أمير المؤمنين في ذلك و استن بسنته في أعماله التي استخلفه عليها من بلاد خراسان و غيرها، في قتل المعتزلة و الرافضة و الإسماعيلية و القرامطة و الجهمية و المشبهة، و صلبهم و حبسهم و نفاهم، و أمر بلعنهم على المنابر، و أبعد جميع طوائف أهل البدع، و نفاهم عن ديارهم، و صار ذلك سنة في الإسلام.

و فيها توفى من الأعيان‌

الحاجب الكبير.

شباشى أبو نصر

مولى شرف الدولة، و لقبه بهاء الدولة بالسعيد، و كان كثير الصدقة و الأوقاف على وجوه القربات فمن ذلك أنه وقف دباها على المارستان و كانت تغل شيئا كثيرا من الزروع و الثمار و الخراج و بنى قنطرة الخندق و المارستان و الناصرية و غير ذلك، و لما مات دفن بمقبرة الإمام أحمد و أوصى أن لا يبنى عليه فخالفوه، فعقدوا قبة عليه فسقطت بعد موته بنحو من سبعين سنة و اجتمع نسوة عند قبره ينحن يبكين، فلما رجعن رأت عجوز منهن- كانت هي المقدمة فيهن- في المنام كأن تركيا خرج إليهن من‌

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 12  صفحه : 6
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست