responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 12  صفحه : 5

أن القومة اشعلوا شمعتين كبيرتين فمالتا في الليل على التأزير، و نفذت النار منه إلى غيره حتى كان ما كان. و في هذا الشهر أيضا احترقت دار القطن ببغداد و أماكن كثيرة بباب البصرة، و احترق جامع سامرا. و فيها ورد الخبر بتشعيث الركن اليماني من المسجد الحرام، و سقوط جدار بين يدي قبر الرسول (صلى اللَّه عليه و سلم) بالمدينة، و أنه سقطت القبة الكبيرة على صخرة بيت المقدس، و هذا من أغرب الاتفاقات و أعجبها. و في هذه السنة قتلت الشيعة الذين ببلاد إفريقية و نهبت أموالهم، و لم يترك منهم إلا من لا يعرف. و فيها كان ابتداء دولة العلويين ببلاد الأندلس، وليها على بن حمود بن أبى العيس العلويّ، فدخل قرطبة في المحرم منها، و قتل سليمان بن الحكم الأموي، و قتل أباه أيضا، و كان شيخا صالحا، و بايعه الناس و تلقب بالمتوكل على اللَّه، ثم قتل في الحمام في ثامن ذي القعدة منها عن ثمان و أربعين سنة، و قام بالأمر من بعده أخوه القاسم بن حمود، و تلقب بالمأمون، فأقام في الملك ست سنين، ثم قام ابن أخيه يحيى بن إدريس، ثم ملك الأمويون حتى ملك أمر المسلمين على بن يوسف ابن تاشفين. و فيها ملك محمود بن سبكتكين بلاد خوارزم بعد ملكها خوارزم شاه مأمون بن مأمون و فيها استوزر سلطان الدولة أبا الحسن على بن الفضل الرامهرمزيّ، عوضا عن فخر الملك، و خلع عليه. و لم يحج أحد في هذه السنة من بلاد المغرب لفساد البلاد و الطرقات.

و فيها توفى من الأعيان‌

أحمد بن يوسف بن دوست‌

أبو عبد اللَّه البزار، أحد حفاظ الحديث، و أحد الفقهاء على مذهب مالك، كان يذكر بحضرة الدار قطنى و يتكلم على علم الحديث، فيقال إن الدار قطنى تكلم فيه لذلك السبب، و قد تكلم في غيره بما لا يقدح فيه كبير شي‌ء. قال الأزهري: رأيت كتبه طرية، و كان يذكر أن أصوله العتق غرقت، و قد أملى الحديث من حفظه، و المخلص و ابن شاهين حيان موجودان. توفى في رمضان عن أربع و ثمانين سنة.

الوزير فخر الملك‌

محمد بن على بن خلف أبو غالب الوزير، كان من أهل واسط، و كان أبوه صيرفيا، فتنقلت به الأحوال إلى أن وزر لبهاء الدولة، و قد اقتنى أموالا جزيلة، و بنى دارا عظيمة، تعرف بالفخرية، و كانت أولا للخليفة المتقى للَّه، فأنفق عليها أموالا كثيرة، و كان كريما جواد، كثير الصدقة، كسى في يوم واحد ألف فقير، و كان كثير الصلاة أيضا، و هو أول من فرق الحلاوة ليلة النصف من شعبان، و كان فيه ميل إلى التشيع، و قد صادره سلطان الدولة بالأهواز، و أخذ منه شيئا أزيد من ستمائة ألف دينار، خارجا عن الاملاك و الجواهر و المتاع، قتله سلطان الدولة، و كان عمره يوم قتل ثنتين و خمسين سنة و أشهرا و قيل إن سبب هلاكه أن رجلا قتله بعض غلمانه، فاستعدت امرأة الرجل على الوزير هذا، و رفعت إليه قصصتها، و كل ذلك لا يلتفت إليها، فقالت له ذات يوم: أيها الوزير

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 12  صفحه : 5
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست