responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 12  صفحه : 4

ليس بالمغبون عقلا* * * من شرى عزا بمال‌

إنما يذخر المال* * * لحاجات الرجال‌

و الفتى من جعل الأموال* * * أثمان المعالي‌

و له أيضا

يا طائر البان غريدا على فنن* * * ما هاج نوحك لي يا طائر البان‌

هل أنت مبلغ من هام الفؤاد به* * * إن الطليق يؤدى حاجة العاني‌

جناية ما جناها غير متلفنا* * * يوم الوداع و وا شوقى إلى الجاني‌

لو لا تذكر أيام بذي سلم* * * و عند رامة أوطاري و أوطاني‌

لما قدحت بنار الوجد في كبدي* * * و لا بللت بماء الدمع أجفانى‌

و قد نسب إلى الرضى قصيدة يتمنى فيها أن يكون عند الحاكم العبيدي، و يذكر فيها أباه و يا ليته كان عنده، حين يرى حاله و منزلته عنده، و أن الخليفة لما بلغه ذلك أراد أن يسيره إليه ليقضى أربه و يعلم الناس كيف حاله. قال في هذه القصيدة:

أ ليس الذل في بلاد الأعادي* * * و بمصر الخليفة العلويّ‌

و أبوه أبى و مولاه مولاى* * * إذا ضامنى البعيد القصي‌

إلى آخرها، فلما سمع الخليفة القادر بأمر هذه القصيدة انزعج و بعث إلى أبيه الموسوي يعاتبه، فأرسل إلى ابنه الرضى فأنكر أن يكون قالها بالمرة، و الروافض من شأنهم التزوير. فقال له أبوه: فإذا لم تكن قلتها فقل أبياتا تذكر فيها أن الحاكم بمصر دعي لا نسب له، فقال: إني أخاف غائلة ذلك، و أصرّ على أن لا يقول ما أمره به أبوه، و ترددت الرسائل من الخليفة إليهم في ذلك، و هم ينكرون ذلك حتى بعث الشيخ أبا حامد الأسفراييني و القاضي أبا بكر إليهما، فحلف لهما بالايمان المؤكدة أنه ما قالها و اللَّه أعلم بحقيقة الحال. توفى في خامس المحرم منها عن سبع و أربعين سنة، و حضر جنازته الوزير و القضاة، و صلى عليه الوزير و دفن بداره بمسجد الأنباري، و ولى أخوه المرتضى ما كان يليه، و زيد على ذلك أشياء و مناصب أخرى، و قد رثى الرضى أخاه بمرثاة حسنة.

باديس بن منصور الحميري‌

أبو المعز مناذر بن باديس [1] نائب الحاكم على بلاد إفريقية و ابن نائبها، لقبه الحاكم بنصير الدولة، كان ذا همة و سطوة و حرمة وافرة، كان إذا هز رمحا كسره، توفى فجأة ليلة الأربعاء سلخ ذي القعدة منها، و يقال إن بعض الصالحين دعي عليه تلك الليلة، و قام في الأمر بعده ولده المعز مناذر.

ثم دخلت سنة سبع و أربعمائة

في ربيع الأول منها، احترق مشهد الحسين بن على [بكر بلاء] و أروقته، و كان سبب ذلك‌


[1] في النجوم الزاهرة: المعز بن باديس بن منصور بن بلكين الحميري.

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 12  صفحه : 4
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست