responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 12  صفحه : 43

وصلت على كره إليك و ربما* * * كرهت فراقك و هي ذات تفجع‌

و هي قصيدة طويلة و له:

اجعل غذاءك كل يوم مرة* * * و احذر طعاما قبل هضم طعام‌

و احفظ منيك ما استطعت فإنه* * * ماء الحياة يراق في الأرحام‌

و ذكر أنه مات بالقولنج في همذان، و قيل بأصبهان، و الأول أصح، يوم الجمعة في شهر رمضان منها، عن ثمان و خمسين سنة. قلت: قد حصر الغزالي كلامه في مقاصد الفلاسفة، ثم رد عليه في تهافت الفلاسفة في عشرين مجلسا له، كفره في ثلاث منها، و هي قوله بقدم العالم، و عدم المعاد الجثمانى، و أن اللَّه لا يعلم الجزئيات، و بدعة في البواقي، و يقال إنه تاب عند الموت فاللَّه أعلم.

ثم دخلت سنة تسع و عشرين و أربعمائة

فيها كان بدو ملك السلاجقة، و فيها استولى ركن الدولة أبو طالب طغرلبك محمد بن ميكائيل بن سلجوق، على نيسابور، و جلس على سرير ملكها، و بعث أخاه داود إلى بلاد خراسان فملكها، و انتزعها من نواب الملك مسعود بن محمود بن سبكتكين. و فيها قتل جيش المصريين لصاحب حلب و هو شبل الدولة نصر بن صالح بن مرداس، و استولوا على حلب و أعمالها. و فيها سأل جلال الدولة الخليفة أن يلقب ملك الدولة، فأجابه إلى ذلك بعد تمنع. و فيها استدعى الخليفة بالقضاة و الفقهاء و أحضر جاثليق النصارى و رأس جالوت اليهود، و ألزموا بالغيار. و في رمضان منها لقب جلال الدولة شاهنشاه الأعظم ملك الملوك، بأمر الخليفة، و خطب له بذلك على المنابر، فنفرت العامة من ذلك و رموا الخطباء بالآجر، و وقعت فتنة شديدة بسبب ذلك، و استفتوا القضاة و الفقهاء في ذلك فأفتى أبو عبد اللَّه الصيمري أن هذه الأسماء يعتبر فيها القصد و النية، و قد قال تعالى‌ (إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طالُوتَ مَلِكاً) و قال‌ (وَ كانَ وَراءَهُمْ مَلِكٌ) و إذا كان في الأرض ملوك جاز أن يكون بعضهم فوق بعض، و أعظم من بعض، و ليس في ذلك ما يوجب النكير و المماثلة بين الخالق و المخلوقين. و كتب القاضي أبو الطيب الطبري أن إطلاق ملك الملوك جائز، و يكون معناه ملك ملوك الأرض، و إذا جاز أن يقال كافى الكفاة و قاضى القضاة، جاز أن يقال ملك الملوك، و إذا كان في اللفظ ما يدل على أن المراد به ملوك الأرض زالت الشبهة، و منه قولهم: اللَّهمّ أصلح الملك، فيصرف الكلام إلى المخلوقين و كتب التميمي الحنبلي نحو ذلك، و أما الماوردي صاحب الحاوي الكبير فقد نقل عنه أنه أجاز ذلك أيضا، و المشهور عنه ما نقله ابن الجوزي و الشيخ أبو منصور بن الصلاح في أدب المفتى أنه منع من ذلك و أصرّ على المنع من ذلك، مع صحبته للملك جلال الدولة، و كثرة ترداده إليه، و وجاهته عنده، و أنه امتنع من الحضور عن مجلسه حتى استدعاه جلال الدولة في يوم عيد، فلما دخل عليه،

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 12  صفحه : 43
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست