نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي جلد : 12 صفحه : 42
الآخرة
هبة اللَّه بن الحسن
أبو الحسين المعروف بالحاجب، كان من أهل الفضل و الأدب و الدين، و له شعر حسن، فمنه قوله:
يا ليلة سلك الزمان* * * في طيبها كل مسلك
إذ ترتقى روحي المسرة* * * مدركا ما ليس يدرك
و البدر قد فضح الزمان* * * و سرّه فيه مهتّك
و كأنما زهر النجوم* * * بلمعها شعل تحرك
و الغيب أحيانا يلو* * * ح كأنه ثوب ممسك
و كأن تجعيد الرياح* * * لدجلة ثوب مفرّك
و كان نشر المسك* * * ينفح في النسيم إذا تحرك
و كأنما المنثور مصفر* * * الذرى ذهب مسبّك
و النور يبسم في الرياض* * * فان نظرت إليه سرك
شارطت نفسي أن أقو* * * م بحقها و الشرط أملك
حتى تولى الليل منهزما* * * و جاء الصبح يضحك
و ذا الفتى لو أنه* * * في طيب العيش يترك
و الدهر يحسب عمره* * * فإذا أتاه الشيب فذلك
أبو على بن سينا
الطبيب الفيلسوف، الحسن بن عبد اللَّه بن سينا الرئيس، كان بارعا في الطب في زمانه، كان أبوه من أهل بلخ، و انتقل إلى بخارى، و اشتغل بها فقرأ القرآن و أتقنه، و هو ابن عشر سنين، و أتقن الحساب و الجبر و المقابلة و إقليدس و المجسطي، ثم اشتغل على أبى عبد اللَّه الناتلى الحكيم، فبرع فيه و فاق أهل زمانه في ذلك، و تردد الناس إليه و اشتغلوا عليه، و هو ابن ست عشرة سنة، و عالج بعض الملوك السامانية، و هو الأمير نوح بن نصر، فأعطاه جائزة سنية، و حكمه في خزانة كتبه، فرأى فيها من العجائب و المحاسن ما لا يوجد في غيرها، فيقال إنه عزا بعض تلك الكتب إلى نفسه، و له في الإلهيات و الطبيعات كتب كثيرة، قال ابن خلكان: له نحو من مائة مصنف، صغار و كبار، منها القانون، و الشفا، و النجاة، و الإشارات، و سلامان، و إنسان، وحي بن يقظان، و غير ذلك. قال و كان من فلاسفة الإسلام، أورد له من الأشعار قصيدته في نفسه التي يقول فيها:
هبطت إليك من المقام الأرفع* * * ورقاء ذات تعزز و تمنع
محجوبة عن كل مقلة عارف* * * و هي التي سفرت و لم تتبرقع
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي جلد : 12 صفحه : 42