responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 12  صفحه : 36

و ساعده على أموره. و فيها هلك ملك الروم أرمانوس، فملكهم رجل ليس من بيت ملكهم، قد كان صيرفيا في بعض الأحيان، إلا أنه كان من سلالة الملك قسطنطين. و فيها كثرت الزلازل بمصر و الشام فهدمت شيئا كثيرا، و مات تحت الردم خلق كثير، و انهدم من الرملة ثلثها، و تقطع جامعها تقطيعا، و خرج أهلها منها هاربين، فأقاموا بظاهرها ثمانية أيام، ثم سكن الحال فعادوا إليها، و سقط بعض حائط بيت المقدس، و وقع من محراب داود قطعة كبيرة، و من مسجد إبراهيم قطعة، و سلمت الحجرة، و سقطت منارة عسقلان، و رأس منارة غزة، و سقط نصف بنيان نابلس، و خسف بقرية البارزاد و بأهلها و بقرها و غنمها، و ساخت في الأرض. و كذلك قرى كثيرة هنالك، و ذكر ذلك ابن الجوزي. و وقع غلاء شديد ببلاد إفريقية، و عصفت ريح سوداء بنصيبين فألقت شيئا كثيرا من الأشجار كالتوت و الجوز و العناب، و اقتلعت قصرا مشيدا بحجارة و آجر و كلس فألقته و أهله فهلكوا، ثم سقط مع ذلك مطر أمثال الأكف، و الزنود و الأصابع، و جزر البحر من تلك الناحية ثلاث فراسخ، فذهب الناس خلف السمك فرجع البحر عليهم فهلكوا. و فيها كثر الموت بالخوانيق حتى كان يغلق الباب على من في الدار كلهم موتى، و أكثر ذلك كان ببغداد، فمات من أهلها في شهر ذي الحجة سبعون ألفا. و فيها وقعت الفتنة بين السنة و الروافض حتى بين العيارين من الفريقين مع ابنا الأصفهانيّ و هما مقدمي عيارين أهل السنة، منعا أهل الكرخ من ورود ماء دجلة فضاق عليهم الحال، و قتل ابن البرجمي و أخوه في هذه السنة. و لم يحج أحد من أهل العراق.

و فيها توفى من الأعيان‌

أحمد بن محمد بن أحمد بن غالب‌

الحافظ أبو بكر المعروف بالبرقاني، ولد سنة ثلاث و ثلاثين و ثلاثمائة، و سمع الكثير، و رحل إلى البلاد، و جمع كتبا كثيرة جدا، و كان عالما بالقرآن و الحديث و الفقه و النحو، و له مصنفات في الحديث حسنة نافعة. قال الأزهري: إذا مات البرقاني ذهب هذا الشأن، و ما رأيت أتقن منه. و قال غيره:

ما رأيت أعبد منه في أهل الحديث. توفى يوم الخميس مستهل رجب، و صلى عليه أبو على بن أبى موسى الهاشمي، و دفن في مقبرة الجامع ببغداد، و قد أورد له ابن عساكر من شعره:

أعلل نفسي بكتب الحديث* * * و أجمل فيه لها الموعدا

و أشغل نفسي بتصنيفه* * * و تخريجه دائما سرمدا

فطورا أصنفه في الشيوخ* * * و طورا أصنفه مسندا

و أقفو البخاري فيما حواه* * * و صنفه جاهدا مجهدا

و مسلم إذ كان زين الأنام* * * بتصنيفه مسلما مرشدا

و ما لي فيه سوى أننى* * * أراه هوى صادف المقصدا

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 12  صفحه : 36
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست