responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 12  صفحه : 351

أمير لتخريب سور عسقلان و إخراج من بها من الفرنج.

و عاد السلطان إلى القدس فرتب أحواله و وطدها، و سدد أموره و أكدها، و زاد وقف المدرسة سوقا بدكاكينها و أرضا ببساتينها، و زاد وقف الصوفية، و عزم على الحج عامه ذلك، فكتب إلى الحجاز و اليمن و مصر و الشام ليعلموا بذلك، و يتأهبوا له، فكتب إليه القاضي الفاضل ينهاه عن ذلك خوفا على البلاد من استيلاء الفرنج عليها، و من كثرة المظالم بها، و فساد الناس و العسكر و قلة نصحهم و أن النظر في أحوال المسلمين خير لك عامك هذا، و العدو مخيم بعد بالشام، و أنت تعلم أنهم يهادنون ليتقووا و يكثروا، ثم يمكروا و يغدروا، فسمع السلطان منه و شكر نصحه و ترك ما عزم عليه و كتب به إلى سائر الممالك، و استمر مقيما بالقدس جميع شهر رمضان في صيام و صلاة و قرآن، و كلما وفد أحد من رؤساء الفرنج للزيارة فعل معه غاية الإكرام، تأليفا لقلوبهم، و لم يبق أحد من ملوكهم إلا جاء لزيارة القمامة متنكرا، و يحضر سماط السلطان فيمن حضر من جمهورهم، بحيث لا يرى. و السلطان لا يعلم ذلك جملة و لا تفصيلا، و لهذا كان يعاملهم بالإكرام، و يريهم صفحا جميلا، و برا جزيلا.

فلما كان في خامس شوال ركب السلطان في العساكر فبرز من القدس قاصدا دمشق، و استناب على القدس عز الدين جوردبك، و على قضائها بهاء الدين بن يوسف بن رافع بن تميم الشافعيّ، فاجتاز على وادي الجيب و بات على بركة الداوية، ثم أصبح في نابلس فنظر في أحوالها، ثم ترحل عنها، فجعل يمر بالقلاع و الحصون و البلدان فينظر في أحوالها و يكشف المظالم عنها، و في أثناء الطريق جاء إلى خدمته بيمند صاحب أنطاكية فأكرمه و أحسن إليه، و أطلق له أموالا جزيلة و خلعا، و كان العماد الكاتب في صحبته، فأخبر عن منازله منزلة منزلة إلى أن قال: و عبر يوم الاثنين عين الحر إلى مرج بيوس، و قد زال البوس، و هناك وفد عليه أعيان دمشق و أماثلها، و نزل يوم الثلاثاء على العرادة، و جاءه هناك التحف و المتلقون على العادة، و أصبحنا يوم الأربعاء سادس عشر شوال بكرة بجنة دمشق داخلين، بسلام آمنين، و كانت غيبة السلطان عنها أربع سنين، فأخرجت دمشق أثقالها، و أبرزت نساءها و أطفالها و رجالها، و كان يوم الزينة، و خرج أكثر أهل المدينة، و اجتمع أولاده الكبار و الصغار، و قدم عليه رسل الملوك من سائر الأمصار، و أقام بقية عامه في اقتناص الصيد و حضور دار العدل، و العمل بالإحسان و الفضل. و لما كان عيد الأضحى امتدحه بعض الشعراء بقصيدة يقول فيها:

و أبيها لو لا تغزل عينها* * * لما قلت في التغزل شعرا

و لكانت مدائح الملك الناصر* * * و إلى ما فيه أعمل فكرا

ملك طبق الممالك بالعدل* * * مثلما أوسع البرية برا

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 12  صفحه : 351
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست