responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 12  صفحه : 349

فان وليتم و العياذ باللَّه طوى البلاد و أهلك العباد، و أخذ الأموال و الأطفال و النساء، و عبد الصليب في المساجد، و عزل القرآن منها و الصلاة، و كان ذلك كله في ذممكم، فإنكم أنتم الذين تصديتم لهذا كله، و أكلتم بيت مال المسلمين لتدفعوا عنهم عدوهم، و تنصروا ضعيفهم، فالمسلمون في سائر البلاد متعلقون بكم و السلام.

فانتدب لجوابه سيف الدين المشطوب و قال: يا مولانا نحن مماليكك و عبيدك، و أنت الّذي أعطيتنا و كبرتنا و عظمتنا، و ليس لنا إلا رقابنا و نحن بين يديك، و اللَّه ما يرجع أحد منا عن نصرك حتى يموت. فقال الجماعة مثل ما قال، ففرح السلطان بذلك و طلب قلبه، و مد لهم سماطا حافلا، و انصرفوا من بين يديه على ذلك. ثم بلغه بعد ذلك أن بعض الأمراء قال: إنا نخاف أن يجرى علينا في هذا البلد مثل ما جرى على أهل عكا، ثم يأخذون بلاد الإسلام بلدا بلدا، و المصلحة أن نلتقيهم بظاهر البلد، فان هزمناهم أخذنا بقية بلادهم، و إن تكن الأخرى سلم العسكر و مضى بحاله، و يأخذون القدس و نحفظ بقية بلاد الإسلام بدون القدس مدة طويلة، و بعثوا إلى السلطان يقولون له: إن كنت تريدنا نقيم بالقدس تحت حصار الفرنج، فكن أنت معنا أو بعض أهلك، حتى يكون الجيش تحت أمرك، فان الأكراد لا تطيع الترك، و الترك لا تطيع الأكراد. فلما بلغه ذلك شق عليه مشقة عظيمة، و بات ليلته أجمع مهموما كئيبا يفكر فيما قالوا، ثم انجلى الأمر و اتفق الحال على أن يكون الملك الأمجد صاحب بعلبكّ مقيما عندهم نائبا عنه بالقدس، و كان ذلك نهار الجمعة، فلما حضر إلى صلاة الجمعة و أذن المؤذن للظهر قام فصلى ركعتين بين الأذانين، و سجد و ابتهل إلى اللَّه تعالى ابتهالا عظيما، و تضرع إلى ربه، و تمسكن و سأله فيما بينه و بينه كشف هذه الضائقة العظيمة.

فلما كان يوم السبت من الغد جاءت الكتب من الحرس الذين حول البلد بأن الفرنج قد اختلفوا فيما بينهم، فقال ملك الافرنسيين إنا إنما جئنا من البلاد البعيدة و أنفقنا الأموال العديدة في تخليص بيت المقدس و رده إلينا، و قد بقي بيننا و بينه مرحلة، فقال الانكليز إن هذا البلد شق علينا حصاره، لأن المياه حوله قد عدمت، و إلى أن يأتينا الماء من المشقة البعيدة يعطل الحصار، و يتلف الجيش، ثم اتفق الحال بينهم على أن حكموا منهم عليهم ثلاثمائة منهم، فردوا أمرهم إلى اثنى عشر منهم، فردوا أمرهم إلى ثلاثة منهم، فباتوا ليلتهم ينظرون ثم أصبحوا و قد حكموا عليهم بالرحيل، فلم يمكنهم مخالفتهم فسحبوا راجعين لعنهم اللَّه أجمعين، فساروا حتى نزلوا على الرملة و قد طالت عليهم الغربة و الزملة، و ذلك في بكرة الحادي و العشرين من جمادى الآخرة، و برز السلطان بجيشه إلى خارج القدس، و سار نحوهم خوفا أن يسيروا إلى مصر، لكثرة ما معهم من الظهر و الأموال، و كان الانكليز يلهج بذلك كثيرا، فخذلهم اللَّه عن ذلك، و ترددت الرسل من الانكليز إلى السلطان‌

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 12  صفحه : 349
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست