نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي جلد : 12 صفحه : 34
طلب من الخليفة فتعذر ذلك فراموا أن يقطعوا خطبته، فلم تصل الجمعة، ثم خطب له من الجمعة القابلة، و تخبط البلد جدا، و كثر العيارون. ثم في ربيع الآخر منها حلف الخليفة لجلال الدولة بخلوص النية و صفائها، و أنه على ما يحب من الصدق و صلاح السريرة. ثم وقع بينهما بسبب جلال الدولة و شربه النبيذ و سكره. ثم اعتذر إلى الخليفة و اصطلحا على فساد. و في رجب غلت الأسعار جدا ببغداد و غيرها، من أرض العراق. و لم يحج أحد منهم.
و فيها وقع موتان عظيم ببلاد الهند و غزنة و خراسان و جرجان و الري و أصبهان، خرج منها في أدنى مدة أربعون ألف جنازة. و في نواحي الموصل و الجبل و بغداد طرف قوى من ذلك بالجدري، بحيث لم تخل دار من مصاب به، و استمر ذلك في حزيران و تموز و آزار و أيلول و تشرين الأول و الثاني، و كان في الصيف أكثر منه في الخريف. قاله ابن الجوزي في المنتظم. و قد رأى رجل في منامه من أهل أصبهان في هذه السنة مناديا ينادى بصوت جهوريّ: يا أهل أصبهان سكت، نطق، سكت، نطق، فانتبه الرجل مذعورا فلم يدر أحد تأويلها ما هو، حتى قال رجل بيت أبى العتاهية فقال: احذروا يا أهل أصبهان فانى قرأت في شعر أبى العتاهية قوله:
سكت الدهر زمانا عنهم* * * ثم أبكاهم دما حين نطق
فما كان إلا قليل حتى جاء الملك مسعود بن محمود فقتل منهم خلقا كثيرا، حتى قتل الناس في الجوامع. و في هذه السنة ظفر الملك أبو كاليجار بالخادم جندل فقتله، و كان قد استحوذ على مملكته و لم يبق معه سوى الاسم، فاستراح منه. و فيها مات ملك الترك الكبير صاحب بلاد ما وراء النهر، و اسمه قدرخان.
و فيها توفى من الأعيان
روح بن محمد بن أحمد
أبو زرعة الرازيّ. قال الخطيب: سمع جماعة، وفد علينا حاجا فكتبت عنه، و كان صدوقا فهما، أديبا، يتفقه على مذهب الشافعيّ، و ولى قضاء أصبهان. قال: و بلغني أنه مات بالكرخ سنة ثلاث و عشرين و أربعمائة.
على بن محمد بن الحسن
ابن محمد بن نعيم بن الحسن البصري، المعروف بالنعيمى، الحافظ الشاعر، المتكلم الفقيه الشافعيّ. قال البرقاني: هو كامل في كل شيء لو لا بادرة فيه، و قد سمع على جماعة، و من شعره قوله:
إذا أظمأتك أكف اللئام* * * كفتك القناعة شبعا و ريا
فكن رجلا رجله في الثرى* * * و هامة همه في الثريا
أبيا لنائل ذي نعمة* * * تراه بما في يديه أبيا
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي جلد : 12 صفحه : 34