responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 12  صفحه : 33

قال: و له أشعار رائقة فمنها قوله:

و نائمة قبلتها فتنبهت* * * فقالت تعالوا و اطلبوا اللص بالحد

فقلت إني فديتك غاصب* * * و ما حكموا في غاصب بسوى الرد

خذيها و كفى عن أثيم طلابة* * * و إن أنت لم ترضى فألفا على العد

فقالت قصاص يشهد العقل أنه* * * على كبد الجاني ألذ من الشهد

فباتت يميني و هي هميان خصرها* * * و باتت يسارى و هي واسطة العقد

فقالت أ لم تخبر بأنك زاهد* * * فقلت بلى، ما زلت أزهد في الزهد

و مما أنشده ابن خلكان للقاضي عبد الوهاب:

بغداد دار لأهل المال طيبة* * * و للمفاليس دار الضنك و الضيق‌

ظللت حيران أمشى في أزقتها* * * كأننى مصحف في بيت زنديق‌

ثم دخلت سنة ثلاث و عشرين و أربعمائة

في سادس المحرم منها استسقى أهل بغداد لتأخر المطر عن أوانه، فلم يسقوا، و كثر الموت في الناس، و لما كان يوم عاشوراء عملت الروافض بدعتهم، و كثر النوح و البكاء، و امتلأت بذلك الطرقات و الأسواق. و في صفر منها أمر الناس بالخروج إلى الاستسقاء فلم يخرج من أهل بغداد مع اتساعها و كثرة أهلها مائة واحد. و فيها وقع بين الجيش و بين جلال الدولة فاتفق على خروجه إلى البصرة منفيا، ورد كثيرا من جواريه، و استبقى بعضهن معه، و خرج من بغداد ليلة الاثنين سادس ربيع الأول منها. و كتب الغلمان الاسفهلارية إلى الملك أبى كاليجار ليقدم عليهم، فلما قدم تمهدت البلاد و لم يبق أحد من أهل العناد و الإلحاد، و نهبوا دار جلال الدولة و غيرها، و تأخر مجي‌ء أبى كاليجار، و ذلك أن وزيره أشار عليه بعدم القدوم إلى بغداد. فأطاعه في ذلك، فكثر العيارون و تفاقم الحال، و فسد البلد، و افتقر جلال الدولة بحيث أن احتاج إلى أن باع بعض ثيابه في الأسواق، و جعل أبو كاليجار يتوهم من الأتراك و يطلب منهم رهائن، فلم يتفق ذلك، و طال الفصل فرجعوا إلى مكاتبة جلال الدولة، و أن يرجع إلى بلده، و شرعوا يعتذرون إليه، و خطبوا له في البلد على عادته، و أرسل الخليفة الرسل إلى الملك كاليجار، و كان فيمن بعث إليه القاضي أبو الحسن الماوردي، فسلم عليه مستوحشا منه، و قد تحمل أمرا عظيما، فسأل من القضاة أن يلقب بالسلطان الأعظم مالك الأمم، فقال الماوردي: هذا ما لا سبيل إليه، لأن السلطان المعظم هو الخليفة، و كذلك مالك الأمم، ثم اتفقوا على تلقيبه بملك الدولة، فأرسل مع الماوردي تحفا عظيمة منها ألف ألف دينار سابورية، و غير ذلك من الدراهم آلاف مؤلفة، و التحف و الألطاف، و اجتمع الجند على‌

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 12  صفحه : 33
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست