responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 12  صفحه : 338

بأنهم مغلوبون عنها، و لا يمكنهم حبسها من قوة الريح، و ما زالوا كذلك حتى و لجوا الميناء فأفرغوا ما كان معهم من الميرة، و الحرب خدعة، فعبرت المنياء فامتلأ الثغر بها خيرا، فكفتهم إلى أن قدمت عليهم تلك البطش الثلاث المصرية. و كانت البلد يكتنفها برجان يقال لأحدهما برج الديان، فاتخذت الفرنج بطشة عظيمة لها خرطوم و فيه محركات إذا أرادوا أن يضعوه على شي‌ء من الأسوار و الابرجة قلبوه فوصل إلى ما أرادوا، فعظم أمر هذه البطشة على المسلمين، و لم يزالوا في أمرها محتالين، حتى أرسل اللَّه عليها شواظا من نار فأحرقها و أغرقها، و ذلك أن الفرنج أعدوا فيها نفطا كثيرا و حطبا جزلا، و أخرى خلفها فيها حطب محض، فلما أراد المسلمون المحافظة على الميناء أرسلوا النفط على بطشة الحطب فاحترقت و هي سائرة بين بطش المسلمين، و احترقت الأخرى، و كان في بطشة أخرى لهم مقاتلة تحت قبو قد أحكموه فيها، فلما أرسلوا النفط على برج الديان انعكس الأمر عليهم بقدرة اللَّه تعالى، و ذلك لشدة الهواء تلك الليلة، فما تعدت النار بطشتهم فاحترقت، و تعدى الحريق إلى الأخرى فغرقت، و وصل إلى بطشة المقاتلة فتلفت، و هلك من فيها، فاشبهوا من سلف من أهل الكتاب من الكافرين، في قوله تعالى‌ (يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَ أَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ).

فصل‌

و في ثالث رمضان اشتد حصار الفرنج للمدينة حتى نزلوا إلى الخندق، فبرز إليهم أهل البلد فقتلوا منهم خلقا كثيرا، و تمكنوا من حريق الكيس و الأسوار، و سرى حريقه إلى السقوف، و ارتفعت له لهبة عظيمة في عنان السماء، ثم اجتذبه المسلمون إليهم بكلاليب من حديد في سلاسل، فحصل عندهم و ألقوا عليه الماء البارد فبرد بعد أيام، فكان فيه من الحديد مائة قنطار بالدمشقي، و للَّه الحمد و المنة.

و في الثامن و العشرين من رمضان توفى الملك زين الدين صاحب أربل في حصار عكا مع السلطان، فتأسف الناس عليه لشبابه و غربته و جودته، و عزى أخاه مظفر الدين فيه، و قام بالملك من بعده و سأل من صلاح الدين أن يضيف إليه شهرزور و حران و الرها و سميساط و غيرها، و تحمل مع ذلك خمسين ألف دينار نقدا، فأجيب إلى ذلك، و كتب له تقليدا، و عقد له لواء، و أضيف ما تركه إلى الملك المظفر تقى الدين ابن أخى السلطان صلاح الدين.

فصل‌

و كان القاضي الفاضل بمصر يدبر الممالك بها، و يجهز إلى السلطان ما يحتاج إليه من الأموال،

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 12  صفحه : 338
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست