responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 12  صفحه : 333

مواكبها، في نحو من ألفى فارس و ثلاثين ألف راجل، فبرز إليهم السلطان فيمن معه من الشجعان فاقتتلوا بمرج عكا قتالا عظيما، و هزم جماعة من المسلمين في أول النهار، ثم كانت الدائرة على الفرنج فكانت القتلى بينهم أزيد من سبعة آلاف قتيل، و لما تناهت هذه الوقعة تحول السلطان عن مكانه الأول إلى موضع بعيد من رائحة القتلى، خوفا من الوخم و الأذى، و ليستريح الخيالة و الخيل، و لم يعلم أن ذلك كان من أكبر مصالح العدو المخذول، فإنهم اغتنموا هذه الفرصة فحفروا حول مخيمهم خندقا من البحر محدقا بجيشهم، و اتخذوا من ترابه سورا شاهقا، و جعلوا له أبوابا يخرجون منها إذا أرادوا و تمكنوا في منزلهم ذلك الّذي اختاروا و ارتادوا، و تفارط الأمر على المسلمين، و قوى الخطب و صار الداء عضالا، و ازداد الحال وبالا، اختبارا من اللَّه و امتحانا، و كان رأى السلطان أن يناجزوا بعد الكرة سريعا، و لا يتركوا حتى يطيب البحر فتأتيهم الأمداد من كل صوب، فتعذر عليه الأمر باملال الجيش و الضجر، و كل منهم لأمر الفرنج قد احتقر، و لم يدر ما قد حتم في القدر، فأرسل السلطان إلى جميع الملوك يستنفر و يستنصر، و كتب إلى الخليفة بالبث، و بث الكتب بالتحضيض و الحث السريع، فجاءته الأمداد جماعات و آحادا، و أرسل إلى مصر يطلب أخاه العادل و يستعجل الأسطول، فقدم عليه فوصل إليه خمسون قطعة في البحر مع الأمير حسام الدين لؤلؤ، و قدم العادل في عسكر المصريين، فلما وصل الاسطول حادت مراكب الفرنج عنه يمنة و يسرة، و خافوا منه، و اتصل بالبلد الميرة و العدد و العدد، و انشرحت الصدور بذلك، و انسلخت هذه السنة و الحال ما حال بل هو على ما هو عليه و لا ملجأ من اللَّه إلا إليه.

و فيها توفى من الأعيان.

القاضي شرف الدين أبو سعد

عبد اللَّه بن محمد بن هبة اللَّه بن أبى عصرون أحد أئمة الشافعية، له كتاب الانتصاف، و قد ولى قضاء القضاة بدمشق، ثم أضر قبل موته بعشر سنين، فجعل ولده نجم الدين مكانه بطيب قلبه و قد بلغ من العمر ثلاثا و تسعين سنة و نصفا، و دفن بالمدرسة العصرونية، التي أنشأها عند سويقة باب البريد، قبالة داره، بينهما عرض الطريق، و كان من الصالحين و العلماء العاملين. و قد ذكره ابن خلكان فقال: كان أصله من حديثة عانة الموصل، و رحل في طلب العلم إلى بلدان شتى، و أخذ عن أسعد الميهنى و أبى على الفارقيّ و جماعة، و ولى قضاء سنجار و حران، و باشر في أيام نور الدين تدريس الغزالية، ثم انتقل إلى حلب فبنى له نور الدين بحلب مدرسة و بحمص أخرى، ثم قدم دمشق في أيام صلاح الدين، فولى قضاءها في سنة ثلاث و سبعين و خمسمائة إلى أن توفى في هذه السنة، و قد جمع جزءا في قضاء الأعمى، و أنه جائز، و هو خلاف المذهب، و قد حكاه صاحب البيان وجها لبعض الأصحاب. قال: و لم أره في غيره، و لكن حبك الشي‌ء يعمى و يصم، و قد صنف كتبا كثيرة،

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 12  صفحه : 333
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست