نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي جلد : 12 صفحه : 32
في عزائه سبعة أيام لعظم المصيبة به، و لتوطيد البيعة لولده المذكور، و أمه يقال لها قطر الندى، و أرمنية أدركت خلافته في هذه السنة، و كان مولده يوم الجمعة الثامن عشر من ذي القعدة سنة إحدى و تسعين و ثلاثمائة، ثم بويع له بحضرة القضاة و الأمراء و الكبراء في هذه السنة، و كان أول من بايعه المرتضى و أنشده أبياتا:
فأما مضى جبل و انقضى* * * فمنك لنا جبل قد رسا
و أما فجعنا ببدر التمام* * * فقد بقيت منه شمس الضحى
لنا حزن في محل السرور* * * فكم ضحك في محل البكا
فيا صارما أغمدته يد* * * لنا بعدك الصارم المنتضى
و لما حضرنا لعقد البياع* * * عرفنا بهداك طرق الهدى
فقابلتنا بوقار المشيب* * * كمالا و سنك سن الفتى
فطالبته الأتراك برسم البيعة فلم يكن مع الخليفة شيء يعطيهم، لأن أباه لم يترك شيئا، و كادت الفتنة تقع بين الناس بسبب ذلك، حتى دفع عنه الملك جلال الدولة مالا جزيلا لهم، نحوا من ثلاثة آلاف دينار، و استوزر الخليفة أبا طالب محمد بن أيوب، و استقضى ابن ماكولا. و لم يحج أحد من أهل المشرق سوى شرذمة خرجوا من الكوفة مع العرب فحجوا.
و فيها توفى من الأعيان
غير الخليفة
الحسن بن جعفر
أبو على بن ماكولا الوزير لجلال الدولة، قتله غلام له و جارية تعاملا عليه فقتلاه، عن ست و خمسين سنة
عبد الوهاب بن على
ابن نصر بن أحمد بن الحسن بن هارون بن مالك بن طوق، صاحب الرحبة، التغلبي البغدادي أحد أئمة المالكية، و مصنفيهم، له كتاب التلقين يحفظه الطلبة، و له غيره في الفروع و الأصول، و قد أقام ببغداد دهرا، و ولى قضاء داريا و ماكسايا، ثم خرج من بغداد لضيق حاله، فدخل مصر فأكرمه المغاربة و أعطوه ذهبا كثيرا، فتمول جدا، فأنشأ يقول متشوقا إلى بغداد.
سلام على بغداد في كل موقف* * * و حق لها منى السلام مضاعف
فو اللَّه ما فارقتها عن ملالة* * * و إني بشطى جانبيها لعارف
و لكنها ضاقت على بأسرها* * * و لم تكن الأرزاق فيها تساعف
فكانت كخل كنت أهوى دنوّه* * * و أخلاقه تنأى به و تخالف
قال الخطيب: سمع القاضي عبد الوهاب من ابن السماك، و كتبت عنه، و كان ثقة، و لم تر المالكية أحدا أفقه منه. قال ابن خلكان: و عند وصوله إلى مصر حصل له شيء من المال، و حسن حاله، مرض من أكلة اشتهاها فذكر عنه أنه كان يتقلب و يقول: لا إله إلا اللَّه، عند ما عشنا متنا
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي جلد : 12 صفحه : 32