نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي جلد : 12 صفحه : 328
و الطاعة، و أرسل يعتذر مما وقع. و قال: الحرب كانت شغلته عن التروي في كثير من ذلك، و أما لقبه بالناصر فهو من أيام الخليفة المستضيء، و مع هذا فمهما لقبني أمير المؤمنين فلا أعدل عنه، و تأدب مع الخليفة غاية الأدب مع غناه عنه.
و فيها كانت وقعة عظيمة ببلاد الهند بين الملك شهاب الدين الغورى صاحب غزنة، و بين ملك الهند الكبير، فأقبلت الهنود في عدد كثير من الجنود، و معهم أربعة عشر فيلا، فالتقوا و اقتتلوا قتالا شديدا، فانهزمت ميمنة المسلمين و ميسرتهم، و قيل للملك أنج بنفسك، فما زاده ذلك إلا إقداما، فحمل على الفيلة فجرح بعضها- و جرح الفيل لا يندمل- فرماه بعض الفيالة بحربة في ساعده فخرجت من الجانب الآخر فخر صريعا، فحملت عليه الهنود ليأخذوه فجاحف عنه أصحابه فاقتتلوا عنده قتالا شديدا، و جرت حرب عظيمة لم يسمع بمثلها بموقف، فغلب المسلمون الهنود و خلصوا صاحبهم و حملوه على كواهلهم في محفة عشرين فرسخا، و قد نزفه الدم، فلما تراجع إليه جيشه أخذ في تأنيب الأمراء، و حلف ليأكلن كل أمير عليق فرسه، و ما أدخلهم غزنة إلا مشاة.
و فيها ولدت امرأة من سواد بغداد بنتا لها أسنان. و فيها قتل الخليفة الناصر أستاذ داره أبا الفضل بن الصاحب، و كان قد استحوذ على الأمور و لم يبق للخليفة معه كلمة تطاع، و مع هذا كان عفيفا عن الأموال، جيد السيرة، فأخذ الخليفة منه شيئا كثيرا من الحواصل و الأموال. و فيها استوزر الخليفة أبا المظفر جلال الدين، و مشى أهل الدولة في ركابه حتى قاضى القضاة ابن الدامغانيّ و قد كان ابن يونس هذا شاهدا عند القاضي، و كان يقول و هو يمشى في ركابه لعن اللَّه طول العمر، فمات القاضي في آخر هذه السنة.
و فيها توفى من الأعيان.
الشيخ عبد المغيث بن زهير الحربي
كان من صلحاء الحنابلة، و كان يزار، و له مصنف في فضل يزيد بن معاوية، أتى فيه بالغرائب و العجائب، و قد رد عليه أبو الفرج ابن الجوزي فأجاد و أصاب، و من أحسن ما اتفق لعبد المغيث هذا أن بعض الخلفاء- و أظنه الناصر- جاءه زائرا مستخفيا، فعرفه الشيخ عبد المغيث و لم يعلمه بأنه قد عرفه، فسأله الخليفة عن يزيد أ يلعن أم لا؟ فقال لا أسوغ لعنه لأني لو فتحت هذا الباب لأفضى الناس إلى لعن خليفتنا. فقال الخليفة: و لم؟ قال: لأنه يفعل أشياء منكرة كثيرة، منها كذا و كذا، ثم شرع يعدد على الخليفة أفعاله القبيحة، و ما يقع منه من المنكر لينزجر عنها، فتركه الخليفة و خرج من عنده و قد أثر كلامه فيه، و انتفع به. مات في المحرم من هذه السنة. و فيها توفى الشيخ
على بن خطاب بن خلف
العابد الناسك، أحد الزهاد، و ذوى الكرامات، و كان مقامه بجزيرة ابن عمر. قال ابن الأثير
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي جلد : 12 صفحه : 328