responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 12  صفحه : 326

بالمسند و السنن، و صحيح ابن خزيمة و ابن حبان و الحاكم و غيرهم، و سأل سليمان عليه السلام اللَّه عند فراغه منه خلالا ثلاثا، حكما يصادف حكمه، و ملكا لا ينبغي لأحد من بعده، و أنه لا يأتى أحد هذا المسجد لا ينهزه إلا الصلاة فيه إلا خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه.

ثم ذكر تمام الخطبتين، ثم دعا للخليفة الناصر العباسي، ثم دعا للسلطان الناصر صلاح الدين. و بعد الصلاة جلس الشيخ زين الدين أبو الحسن بن على نجا المصري على كرسي الوعظ باذن السلطان، فوعظ الناس، و استمر القاضي ابن الزكي يخطب بالناس في أيام الجمع أربع جمعات، ثم قرر السلطان للقدس خطيبا مستقرا، و أرسل إلى حلب فاستحضر المنبر الّذي كان الملك العادل نور الدين الشهيد قد استعمله لبيت المقدس، و قد كان يؤمل أن يكون فتحه على يديه، فما كان إلا على يدي بعض أتباعه صلاح الدين بعد وفاته‌

نكتة غريبة

قال أبو شامة في الروضتين: و قد تكلم شيخنا أبو الحسن على بن محمد السخاوي في تفسيره الأول فقال: وقع في تفسير أبى الحكم الأندلسى- يعنى ابن برجان- في أول سورة الروم أخبار عن فتح بيت المقدس، و أنه ينزع من أيدي النصارى سنة ثلاث و ثمانين و خمسمائة. قال السخاوي:

و لم أره أخذ ذلك من علم الحروف، و إنما أخذه فيما زعم من قوله‌ (الم غُلِبَتِ الرُّومُ فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَ هُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ فِي بِضْعِ سِنِينَ) فبنى الأمر على التاريخ كما يفعل المنجمون، فذكر أنهم يغلبون في سنة كذا و كذا، و يغلبون في سنة كذا كذا، على ما تقتضيه دوائر التقدير، ثم قال:

و هذه نجابة وافقت إصابة، إن صح، قال ذلك قبل وقوعه، و كان في كتابه قبل حدوثه، قال: و ليس هذا من قبيل علم الحروف، و لا من باب الكرامات و المكاشفات، و لا ينال في حساب، قال: و قد ذكر في تفسير سورة القدر أنه لو علم الوقت الّذي نزل فيه القرآن لعلم الوقت الّذي يرفع فيه.

قلت: ابن برجان ذكر هذا في تفسيره في حدود سنة ثنتين و عشرين و خمسمائة، و يقال إن الملك نور الدين أوقف على ذلك فطمع أن يعيش إلى سنة ثلاث و ثمانين و خمسمائة، لأن مولده في سنة إحدى عشر و خمسمائة، فتهيأ لأسباب ذلك حتى إنه أعد منبرا عظيما لبيت المقدس إذا فتحه و اللَّه أعلم.

و أما الصخرة المعظمة فان السلطان أزال ما حولها من المنكرات و الصور و الصلبان، و طهرها بعد ما كانت جيفة، و أظهرها بعد ما كانت خفية مستورة غير مرئية، و أمر الفقيه عيسى الهكارى أن يعمل حولها شبابيك من حديد، و رتب لها إماما راتبا، وقف عليه رزقا جيدا، و كذلك إمام الأقصى، و عمل للشافعية مدرسة يقال لها الصلاحية و الناصرية أيضا، و كان موضعها كنيسة على قبر حنة أم مريم، و وقف على الصوفية رباطا كان للبترك إلى جنب القمامة، و أجرى على الفقهاء و الفقراء الجوامك، و أرصد الختم و الربعات في أرجاء المسجد الأقصى و الصخرة، ليقرأ فيها المقيمون و الزائرون‌

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 12  صفحه : 326
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست