responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 12  صفحه : 322

الصلبوت صحبة القاضي ابن أبى عصرون إلى دمشق ليودعوا في قلعتها، فدخل بالصليب منكوسا و كان يوما مشهودا.

ثم سار السلطان إلى قلعة طبرية فأخذها، و قد كانت طبرية تقاسم بلاد حوران و البلقاء و ما حولها من الجولان و تلك الأراضي كلها بالنصف، فأراح اللَّه المسلمين من تلك المقاسمة، ثم سار السلطان إلى حطين فزار قبر شعيب، ثم ارتفع منه إلى إقليم الأردن، فتسلم تلك البلاد كلها، و هي قرى كثيرة كبار و صغار، ثم سار إلى عكا فنزل عليها يوم الأربعاء سلخ ربيع الآخر، فافتتحها صلحا يوم الجمعة، و أخذ ما كان بها من حواصل الملوك و أموالهم و ذخائرهم و متاجر و غيرها، و استنقذ من كان بها من أسرى المسلمين، فوجد فيها أربعة آلاف أسير، ففرج اللَّه عنهم، و أمر بإقامة الجمعة بها، و كانت أول جمعة أقيمت بالساحل بعد أخذه الفرنج، نحوا من سبعين سنة. ثم سار منها إلى صيدا و بيروت و تلك النواحي من السواحل يأخذها بلدا بلدا، لخلوها من المقاتلة و الملوك، ثم رجع سائرا نحو غزة و عسقلان و نابلس و بيسان و أراضى الغور، فملك ذلك كله، و استناب على نابلس ابن أخيه حسام الدين عمر بن محمد بن لاشين، و هو الّذي افتتحها، و كان جملة ما افتتحه السلطان في هذه المدة القريبة خمسين بلدا كبارا كل بلد له مقاتلة و قلعة و منعة، و غنم الجيش و المسلمون من هذه الأماكن شيئا كثيرا، و سبوا خلقا.

ثم إن السلطان أمر جيوشه أن ترتع في هذه الأماكن مدة شهور ليستريحوا و تحمو أنفسهم و خيولهم لفتح بيت المقدس، و طار في الناس أن السلطان عزم على فتح بيت المقدس، فقصده العلماء و الصالحون تطوعا، و جاءوا إليه، و وصل أخوه العادل بعد وقعة حطين و فتح عكا ففتح بنفسه حصونا كثيرة، فاجتمع من عبّاد اللَّه و من الجيوش شي‌ء كثير جدا، فعند ذلك قصد السلطان القدس بمن معه كما سيأتي. و قد امتدحه الشعراء بسبب وقعة حطين فقالوا و أكثروا، و كتب إليه القاضي الفاضل من دمشق- و هو مقيم بها لمرض اعتراه- «ليهن المولى أن اللَّه أقام به الدين، و كتب المملوك هذه الخدمة و الرءوس لم ترفع من سجودها، و الدموع لم تمسح من خدودها، و كلما ذكر المملوك أن البيع تعود مساجد، و المكان الّذي كان يقال فيه إن اللَّه ثالث ثلاثة يقال فيه اليوم إنه الواحد، جدد للَّه شكرا تارة يفيض من لسانه، و تارة يفيض من جفنه سرورا بتوحيد اللَّه، تعالى الملك الحق المبين، و أن يقال محمد رسول اللَّه الصادق الأمين، و جزى اللَّه يوسف خيرا من إخراجه من سجنه، و المماليك ينتظرون المولى و كل من أراد أن يدخل الحمام بدمشق قد عزم على دخول حمام طبرية.

تلك المكارم لا قعبان من لبن* * * و ذلك السيف لا سيف ابن ذي يزن‌

ثم قال: و للألسنة بعد في هذا الفتح تسبيح طويل و قول جميل جليل».

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 12  صفحه : 322
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست