responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 12  صفحه : 320

تعرض الرسائل بعد ابن بابشاذ، و كان كثير الاطلاع عالما بهذا الشأن، مطرحا للتكليف في كلامه، لا يلتفت و لا يعرج على الاعراب فيه إذا خاطب الناس، و له التصانيف المفيدة، توفى و قد جاوز الثمانين بثلاث سنين (رحمه اللَّه تعالى)، و اللَّه سبحانه و تعالى أعلم.

ثم دخلت سنة ثلاث و ثمانين و خمسمائة

فيها كانت وقعة حطين التي كانت أمارة و تقدمة و إشارة لفتح بيت المقدس، و استنقاذه من أيدي الكفرة. قال ابن الأثير: كان أول يوم منها يوم السبت، و كان يوم النيروز، و ذلك أول سنة الفرس، و اتفق أن ذلك كان أول سنة الروم، و هو اليوم الّذي نزلت فيه الشمس برج الحمل، و كذلك كان القمر في برج الحمل أيضا، و هذا شي‌ء يبعد وقوع مثله، و برز السلطان من دمشق يوم السبت مستهل محرم في جيشه، فسار إلى رأس الماء فنزل ولده الأفضل هناك في طائفة من الجيش و تقدم السلطان ببقية الجيش إلى بصرى فخيم على قصر أبى سلام، ينتظر قدوم الحجاج، و فيهم أخته ست الشام و ابنها حسام الدين محمد بن عمر بن لاشين، ليسلموا من معرة برنس الكرك، فلما جاز الحجيج سالمين سار السلطان فنزل على الكرك و قطع ما حوله من الأشجار، و رعى الزرع و أكلوا الثمار، و جاءت العساكر المصرية و توافت الجيوش المشرقية، فنزلوا عند ابن السلطان على رأس الماء، و بعث الأفضل سرية نحو بلاد الفرنج فقتلت و غنمت و سلمت و رجعت، فبشر بمقدمات الفتح و النصر، و جاء السلطان بجحافله فالتفت عليه جميع العساكر، فرتب الجيوش و سار قاصدا بلاد الساحل، و كان جملة من معه من المقاتلة اثنى عشر ألفا غير المتطوعة، فتسامعت الفرنج بقدومه فاجتمعوا كلهم و تصالحوا فيما بينهم، و صالح قومس طرابلس و برنس الكرك الفاجر، و جاءوا بحدهم و حديدهم و استصحبوا معهم صليب الصلبوت يحمله منهم عباد الطاغوت، و ضلال الناسوت، في خلق لا يعلم عدتهم إلا اللَّه عز و جل، يقال كانوا خمسين ألفا و قيل ثلاثا و ستين ألفا، و قد خوفهم صاحب طرابلس من المسلمين فاعترض عليه البرنس صاحب الكرك فقال له لا أشك أنك تحب المسلمين و تخوفنا كثرتهم، و سترى غب ما أقول لك، فتقدموا نحو المسلمين و أقبل السلطان ففتح طبرية و تقوى بما فيها من الأطعمة و الأمتعة و غير ذلك، و تحصنت منه القلعة فلم يعبأ بها، و حاز البحيرة في حوزته و منع اللَّه الكفرة أن يصلوا منها إلى قطرة، حتى صاروا في عطش عظيم، فبرز السلطان إلى سطح الجبل الغربي من طبرية عند قرية يقال لها حطين، التي يقال إن فيها قبر شعيب عليه الصلاة و السلام، و جاء العدو المخذول، و كان فيهم صاحب عكا و كفرنكا و صاحب الناصرة و صاحب صور و غير ذلك من جميع ملوكهم، فتواجه الفريقان و تقابل الجيشان، و أسفر وجه الايمان و اغبر و أفتم و أظلم وجه الكفر و الطغيان، و دارت دائرة السوء على عبدة الصلبان، و ذلك عشية يوم‌

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 12  صفحه : 320
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست