responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 12  صفحه : 315

مدة شهر رجب، و لم يظفر منها بطلب، و بلغه أن الفرنج قد اجتمعوا كلهم ليمنعوا منه الكرك فكرّ راجعا إلى دمشق- و ذلك من أكبر همته- و أرسل ابن أخيه تقى الدين إلى مصر نائبا، و في صحبته القاضي الفاضل، و بعث أخاه على مملكة حلب و أعمالها، و استقدم ولده الظاهر إليه، و كذلك نوابه و من يعز عليه، و إنما أعطى أخاه حلب ليكون قريبا منه، فإنه كان لا يقطع أمرا دونه، و اقترض السلطان من أخيه العادل مائة ألف دينار، و تألم الظاهر بن الناصر على مفارقة حلب، و كانت إقامته بها ستة أشهر، و لكن لا يقدر أن يظهر ما في نفسه لوالده، لكن ظهر ذلك على صفحات وجهه و لفظات لسانه‌

ثم دخلت سنة ثمانين و خمسمائة هجرية

فيها أرسل الناصر إلى العساكر الحلبية و الجزيرية و المصرية و الشامية أن يقدموا عليه لقتال الفرنج، فقدم عليه تقى الدين عمر من مصر و معه الفاضل، و من حلب العادل، و قدمت ملوك الجزيرة و سنجار و غيرها، فأخذ الجميع و سار نحو الكرك فأحدقوا بها في رابع عشر جمادى الأولى، و ركب عليها المنجنيقات، و كانت تسعة، و أخذ في حصارها، و ذلك أنه رأى أن فتحها أنفع للمسلمين من غيرها، فان أهلها يقطعون الطريق على الحجاج، فبينما هو كذلك إذ بلغه أن الفرنج قد اجتمعوا له كلهم فارسهم و راجلهم، ليمنعوا منه الكرك، فانشمر عنها و قصدهم فنزل على حسان تجاههم، ثم صار إلى ما عر، فانهزمت الفرنج قاصدين الكرك، فأرسل وراءهم من قتل منهم مقتلة عظيمة، و أمر السلطان بالاغارة على السواحل لخلوها من المقاتلة، فنهبت نابلس و ما حولها من القرى و الرساتيق، ثم عاد السلطان إلى دمشق فأذن للعساكر في الانصراف إلى بلادهم، و أمر ابن أخيه عمر الملك المظفر أن يعود إلى مصر، و أقام هو بدمشق ليؤدى فرض الصيام، و ليجل الخيل و يحد الحسام، و قدم على السلطان خلع الخليفة فلبسها، و ألبس أخاه العادل، و ابن عمه ناصر الدين محمد بن شيركوه، ثم خلع خلعته على ناصر الدين بن قرا أرسلان، صاحب حصن كيفا و آمد التي أطلقها له السلطان.

و فيها مات‌

صاحب المغرب‌

يوسف بن عبد المؤمن بن على‌

و قام في الملك بعده ولده يعقوب. و في أواخرها بلغ صلاح الدين أن صاحب الموصل نازل أربل فبعث صاحبها يستصرخ به، فركب من فوره إليه، فسار إلى بعلبكّ ثم إلى حماه، فأقام بها أياما ينتظر وصول العماد إليه، و ذلك لانه حصل له ضعف فأقام ببعلبكّ، و قد أرسل إليه الفاضل من دمشق طبيبا يقال له أسعد بن المطران، فعالجه مداواة من طب لمن حب.

ثم دخلت سنة إحدى و ثمانين و خمسمائة

استهلت و السلطان مخيم بظاهر حماه، ثم سار إلى حلب، ثم خرج منها في صفر قاصدا الموصل فجاء إلى حران فقبض على صاحبها مظفر الدين، و هو أخو زين الدين صاحب إربل، ثم رضى عنه‌

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 12  صفحه : 315
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست