responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 12  صفحه : 314

و الضرائب، و كذلك عن بلاد الشام و مصر، و قد عاث الفرنج في غيبته في الأرض فسادا، فأرسل إلى عساكره فاجتمعوا إليه، و كان قد بشر بفتح بيت المقدس حين فتح حلب، و ذلك أن الفقيه مجد الدين بن جهبل الشافعيّ رأى في تفسير أبى الحكم العربيّ عند قوله: (الم غُلِبَتِ الرُّومُ فِي أَدْنَى الْأَرْضِ) الآية، البشارة بفتح بيت المقدس في سنة ثلاث و ثمانين و خمسمائة، و استدل على ذلك بأشياء، فكتب ذلك في ورقة و أعطاها للفقيه عيسى الهكارى، ليبشر بها السلطان، فلم يتجاسر على ذلك خوفا من عدم المطابقة، فأعلم بذلك القاضي محيي الدين بن الزكي، فنظم معناها في قصيدة يقول فيها:

و فتحكم حلب الشهباء في صفر* * * قضى لكم بافتتاح القدس في رجب‌

[1] و قدمها إلى السلطان فتاقت نفسه إلى ذلك، فلما افتتحها كما سيأتي أمر ابن الزكي فخطب يومئذ و كان يوم الجمعة، ثم بلغه بعد ذلك أن [ابن‌] جهبل هو الّذي قال ذلك أولا، فأمره فدرس على نفس الصخرة درسا عظيما، فأجزل له العطاء، و أحسن عليه الثناء.

فصل‌

ثم رحل من حلب في أواخر ربيع الآخر و استخلف على حلب ولده الظاهر غازى، و ولى قضاءها لابن الزكي، فاستناب له فيها نائبا، و سار مع السلطان، فدخلوا دمشق في ثالث جمادى الأولى و كان ذلك يوما مشهودا، ثم برز منها خارجا إلى قتال الفرنج في أول جمادى الآخرة قاصدا نحو بيت المقدس، فانتهى إلى بيسان فنهبها، و نزل على عين جالوت، و أرسل بين يديه سرية هائلة فيها بردويل و طائفة من النورية، و جاء مملوك عمه أسد الدين فوجدوا جيش الفرنج قاصدين إلى أصحابهم نجدة، فالتقوا معهم فقتلوا من الفرنج خلقا و أسروا مائة أسير، و لم يفقد من المسلمين سوى شخص واحد، ثم عاد في آخر ذلك اليوم، و بلغ السلطان أن الفرنج قد اجتمعوا لقتاله، فقصدهم و تصدى لهم لعلهم يصافونه، فالتقى معهم فقتل منهم خلقا كثيرا، و جرح مثلهم فرجعوا ناكصين على أعقابهم خائفين منه غاية المخافة، و لا زال جيشه خلفهم يقتل و يأسر حتى غزوا في بلادهم فرجعوا عنهم، و كتب القاضي الفاضل إلى الخليفة يعلمه بما منّ اللَّه عليه و على المسلمين من نصرة الدين، و كان لا يفعل شيئا و لا يريد أن يفعله إلا أطلع عليه الخليفة أدبا و احتراما و طاعة و احتشاما.

فصل‌

و في رجب سار السلطان إلى الكرك فحاصرها و في صحبته تقى الدين عمر بن أخيه، و قد كتب لأخيه العادل ليحضر عنده ليوليه حلب و أعمالها وفق ما كان طلب، و استمر الحصار على الكرك‌


[1] و في النجوم الزاهرة: و فتحه حلبا بالسيف في صفر مبشر بفتوح القدس في رجب.

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 12  صفحه : 314
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست