responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 12  صفحه : 313

و خمسمائة، عن ثلاث و تسعين سنة، و عنه أخذ الفخر ابن عساكر و غيره، و هو الّذي صلى على الحافظ ابن عساكر و اللَّه سبحانه أعلم.

ثم دخلت سنة تسع و سبعين و خمسمائة

في رابع عشر محرمها تسلم السلطان الناصر مدينة آمد صلحا بعد حصار طويل، من يد صاحبها ابن بيسان، بعد حمل ما أمكنه من حواصله و أمواله مدة ثلاثة أيام، و لما تسلم البلد وجد فيه شيئا كثيرا من الحواصل و آلات الحرب، حتى إنه وجد برجا مملوءا بنصول النشاب، و برجا آخر فيه مائة ألف شمعة، و أشياء يطول شرحها، و وجد فيها خزانة كتب ألف ألف مجلد، و أربعين ألف مجلد، فوهبها كلها للقاضي الفاضل، فانتخب منها حمل سبعين حمارة. ثم وهب السلطان البلد بما فيه لنور الدين محمد بن قرأ أرسلان- و كان قد وعده بها- فقيل له: إن الحواصل لم تدخل في الهبة، فقال:

لا أبخل بها عليه، و كان في خزانتها ثلاثة آلاف ألف دينار، فامتدحه الشعراء على هذا الصنيع.

و من أحسن ذلك قول بعضهم:

قل للملوك تنحوا عن ممالككم* * * فقد أتى آخذ الدنيا و معطيها

ثم سار السلطان في بقية المحرم إلى حلب فحاصرها و قاتله أهلها قتالا شديدا، فجرح أخو السلطان تاج الملوك بورى بن أيوب جرحا بليغا، فمات منه بعد أيام، و كان أصغر أولاد أيوب، لم يبلغ عشرين سنة، و قيل إنه جاوزها بثنتين، و كان ذكيا فهما، له ديوان شعر لطيف، فحزن عليه أخوه صلاح الدين حزنا شديدا، و دفنه بحلب، ثم نقله إلى دمشق، ثم اتفق الحال بين الناصر و بين صاحب حلب عماد الدين زنكي بن آقسنقر على عوض أطلقه له الناصر، بأن يرد عليه سنجار و يسلمه حلب، فخرج عماد الدين من القلعة إلى خدمة الناصر و عزاه في أخيه و نزل عنده في المخيم، و نقل أثقاله إلى سنجار، و زاده السلطان الخابور و الرقة و نصيبين و سروج و اشترط عليه إرسال العسكر في الخدمة لأجل الغزاة في الفرنج، ثم سار و ودعه السلطان و مكث السلطان في المخيم يرى حلب أياما غير مكترث بحلب و لا وقعت منه موقعا، ثم صعد إلى قلعتها يوم الاثنين السابع و العشرين من صفر، و عمل له الأمير طهمان وليمة عظيمة، فتلا هذه الآية و هو داخل في بابها (قُلِ اللَّهُمَّ مالِكَ الْمُلْكِ) الآية. و لما دخل دار الملك تلا قوله تعالى‌ (وَ أَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَ دِيارَهُمْ وَ أَمْوالَهُمْ) الآية، و لما دخل مقام إبراهيم صلى فيه ركعتين و أطال السجود به، و الدعاء و التضرع إلى اللَّه، ثم شرع في عمل وليمة، و ضربت البشائر، و خلع على الأمراء، و أحسن إلى الرؤساء و الفقراء، و وضعت الحرب أوزارها، و قد امتدحه الشعراء بمدائح حسان. ثم إن القلعة وقعت منه بموقع عظيم، ثم قال: ما سررت بفتح قلعة أعظم سرورا من فتح مدينة حلب، و أسقطت عنها و عن سائر بلاد الجزيرة المكوس‌

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 12  صفحه : 313
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست