responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 12  صفحه : 311

في نواحي طبرية و بيسان تحت حصن كوكب، فقتل خلق من الفريقين، و كانت النصرة للمسلمين على الفرنج، ثم رجع إلى دمشق مؤيدا منصورا، ثم ركب قاصدا حلب و بلاد الشرق ليأخذها و ذلك أن المواصلة و الحلبيين كاتبوا الفرنج على حرب المسلمين، فغارت الفرنج على بعض أطراف البلاد ليشغلوا الناصر عنهم بنفسه، فجاء إلى حلب فحاصرها ثلاثا، ثم رأى العدول عنها إلى غيرها أولى، فسار حتى بلغ الفرات، و استحوذ على بلاد الجزيرة و الرها و الرقة و نصيبين، و خضعت له الملوك، ثم عاد إلى حلب فتسلمها من صاحبها عماد الدين زنكي، فاستوثقت له الممالك شرقا و غربا، و تمكن حينئذ من قتال الفرنج.

فصل‌

و لما عجز ابرنس الكرك عن إيصال الأذى إلى المسلمين في البر، عمل مراكب في بحر القلزم ليقطعوا الطريق على الحجاج و التجار، فوصلت أذيتهم إلى عيذاب، و خاف أهل المدينة النبويّة من شرهم، فأمر الملك العادل الأمير حسام الدين لؤلؤ صاحب الأسطول أن يعمل مراكبه في بحر القلزم ليحارب أصحاب الابرنس، ففعل ذلك فظفر بهم في كل موطن، فقتلوا منهم و حرقوا و غرقوا و سبوا في مواطن كثيرة، و مواقف هائلة، و أمن البر و البحر باذن اللَّه تعالى، و أرسل الناصر إلى أخيه العادل ليشكر ذلك عن مساعيه، و أرسل إلى ديوان الخليفة يعرفهم بذلك.

فصل في وفاة المنصور عز الدين‌

فروخ شاه بن شاهنشاه بن أيوب صاحب بعلبكّ و نائب دمشق لعمه الناصر، و هو والد الأمجد بهرام شاه صاحب بعلبكّ بعد أبيه، و إليه تنسب المدرسة الفروخ شاهية بالشرق الشمالي بدمشق، و إلى جانبها التربة الأمجدية لولده، و هما وقف على الحنفية و الشافعية، و قد كان فروخ شاه شجاعا شهما عاقلا ذكيا كريما ممدحا، امتدحه الشعراء لفضله و جوده، و كان من أكبر أصحاب الشيخ تاج الدين أبى اليمن الكندي، عرفه من مجلس القاضي الفاضل، فانتمى إليه، و كان يحسن إليه، و له و للعماد الكاتب فيه مدائح، و كان ابنه الأمجد شاعرا جيدا، ولاه عم أبيه صلاح الدين بعلبكّ بعد أبيه، و استمر فيها مدة طويلة، و من محاسن فروخ شاه صحبته لتاج الدين الكندي و له شعر رائق:

أنا في أسر السقام* * * و هو في هذا المقام‌

رشا يرشق عيناه* * * فؤادي بسهام‌

كلما أرشفنى فاه* * * على حر الأوام‌

ذقت منه الشهد* * * المصفى في المدام‌

و قد دخل يوما الحمام فرأى رجلا كان يعرفه من أصحاب الأموال، و قد نزل به الحال حتى إنه كان يستتر ببعض ثيابه لئلا تبدو عورته، فرق له و أمر غلامه أن ينقل بقجة و بساطا إلى موضع الرجل،

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 12  صفحه : 311
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست