responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 12  صفحه : 310

باليمن و مكة، و إليه تنسب المدرسة الزنجبيلية، خارج باب توما، تجاه دار المطعم، و كان قد حصل من اليمن أموالا عظيمة جدا.

و فيها غدرت الفرنج و نقضت عهودها، و قطعوا السبل على المسلمين برا و بحرا و سرا و جهرا، فأمكن اللَّه من لطيشة عظيمة فيها نحو من ألفين و خمسمائة من مقاتلتهم المعدودين، ألقاها الموج إلى ثغر دمياط قبل خروج السلطان من مصر، فأحيط بها فغرق بعضهم و حصل في الأسر نحو ألف و سبعمائة. و فيها سار قراقوش إلى بلاد إفريقية ففتح بلادا كثيرة، و قاتل عسكر ابن عبد المؤمن صاحب المغرب، و استفحل أمره هناك، و قراقوش مملوك تقى الدين عمر بن أخى السلطان صلاح الدين، ثم عاد إلى مصر فأمره صلاح الدين أن يتم السور المحيط بالقاهرة و مصر، و ذلك قبل خروجه منها في هذه السنة، و كان ذلك آخر عهده بها حتى توفاه اللَّه بعد أن أناله اللَّه بلوغ مناه، ففتح عليه بيت المقدس و ما حوله، و لما خيم بارزا، من مصر و أولاده حوله جعل يشمهم و يقبلهم و يضمهم فأنشد بعضهم في ذلك:

تمتع من شميم عرار نجد* * * فما بعد العشية من عرار

و كان الأمر كما قال، لم يعد إلى مصر بعد هذا العام، بل كان مقامه بالشام. و فيها ولد للسلطان ولدان أحدهما المعظم توران شاه، و الملك المحسن أحمد، و كان بين ولادتهما سبعة أيام، فزينت البلاد و استمر الفرح أربعة عشر يوما.

و فيها توفى من الأعيان.

الشيخ كمال الدين أبو البركات‌

عبد الرحمن بن محمد بن أبى السعادات، عبيد اللَّه بن محمد بن عبيد اللَّه الأنباري النحويّ الفقيه العابد الزاهد، كان خشن العيش، و لا يقبل من أحد شيئا، و لا من الخليفة، و كان يحضر نوبة الصوفية بدار الخلافة، و لا يقبل من جوائز الخليفة و لا فلسا، و كان مثابرا على الاشتغال، و له تصانيف مفيدة، توفى في شعبان من هذه السنة. قال ابن خلكان: له كتاب أسرار العربية مفيد جدا، و طبقات النحاة، مفيد جدا، و كتاب الميزان في النحو أيضا، و اللَّه سبحانه أعلم.

ثم دخلت سنة ثمان و سبعين و خمسمائة

في خامس محرمها كان بروز السلطان من مصر قاصدا دمشق لأجل الغزو و الإحسان إلى الرعايا و كان ذلك آخر عهده بمصر، و أغار بطريقة على بعض نواحي بلاد الافرنج، و قد جعل أخاه تاج الملوك بورى بن أيوب على الميمنة، فالتقوا على الأزرق بعد سبعة أيام، و قد أغار عز الدين فروخ شاه على بلاد طبرية و افتتح حصونا جيدة، و أسر منهم خلقا، و اغتنم عشرين ألف رأس من الأنعام، و دخل الناصر دمشق سابع صفر ثم خرج منها في العشر الأول من ربيع الأول، فاقتتل مع الفرنج‌

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 12  صفحه : 310
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست