responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 12  صفحه : 308

خمس و ثمانين و أربعمائة ببغداد، و أنا ابن عشر تقريبا، و نقل أبو القاسم الصفراوي أنه قال: مولدي بالتخمين لا باليقين سنة ثمان و سبعين، فيكون مبلغ عمره ثمانيا و تسعين سنة، لأنه توفى ليلة الجمعة خامس ربيع الأخر سنة ست و سبعين و خمسمائة بثغر الاسكندرية و اللَّه أعلم، و دفن بوعلة، و فيها جماعة من الصالحين. و قد رجح ابن خلكان قول الصفراوي، قال و لم يبلغنا من ثلاثمائة أن أحدا جاوز المائة إلا القاضي أبا الطيب الطبري، و قد ترجمه ابن عساكر في تاريخه ترجمة حسنة، و إن كان قد مات قبله بخمس سنين، فذكر رحلته في طلب الحديث و دورانه في الأقاليم، و أنه كان يتصوف أولا ثم أقام بثغر الاسكندرية و تزوج بامرأة ذات يسار، فحسنت حاله، و بنت عليه مدرسة هناك، و ذكر طرفا من أشعاره منها قوله:

أ تأمن إلمام المنية بغتة* * * و أمن الفتى جهل و قد خبر الدهرا

و ليس يحابي الدهر في دورانه* * * أراذل أهليه و لا السادة الزهرا

و كيف و قد مات النبي و صحبه* * * و أزواجه طرا و فاطمة الزهرا

و له أيضا:

يا قاصدا علم الحديث لدينه* * * إذ ضل عن طرق الهداية وهمه‌

إن العلوم كما علمت كثيرة* * * و أجلها فقه الحديث و علمه‌

من كان طالبه و فيه تيقظ* * * فأتم سهم في المعالي سهمه‌

لو لا الحديث و أهله لم يستقم* * * دين النبي و شذ عنا حكمه‌

و إذا استراب بقولنا متحذلق* * * ما كل فهم في البسيطة فهمه‌

ثم دخلت سنة سبع و سبعين و خمسمائة

استهلت و صلاح الدين مقيم بالقاهرة مواظب على سماع الحديث، و جاءه كتاب من نائبة بالشام عز الدين فروخ شاه يخبره فيه بما من اللَّه به على الناس من ولادة النساء بالتوأم جبرا لما كان أصابهم من الوباء بالعام الماضي و الفناء، و بأن الشام مخصبة باذن اللَّه لما كان أصابهم من الغلاء. و في شوال توجه الملك صلاح الدين إلى الاسكندرية لينظر ما أمر به من تحصين سورها و عمارة أبراجها و قصورها، و سمع بها موطأ مالك على الشيخ أبى طاهر بن عوف، عن الطرطوشي، و سمع معه العماد الكاتب، و أرسل القاضي الفاضل رسالة إلى السلطان يهنئه بهذا السماع.

ذكر وفاة الملك الصالح بن نور الدين الشهيد «صاحب حلب و ما جرى بعده من الأمور»

كانت وفاته في الخامس و العشرين من رجب من هذه السنة بقلعة حلب، و دفن بها، و كان سبب وفاته فيما قيل أن الأمير علم الدين سليمان بن حيدر سقاه سما في عنقود عنب في الصيد، و قيل‌

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 12  صفحه : 308
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست