نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي جلد : 12 صفحه : 307
و لا تحمل للسحائب منه إذا* * * هطلت جودا سحائب كفاه
فترسل كفاه بما اشتق منهما* * * فلليمن يمناه و لليسر يسراه
و لما بلغ موته أخاه صلاح الدين بن أيوب و هو مخيم بظاهر حمص، حزن عليه حزنا شديدا، و جعل ينشد باب المراثي من الحماسة و كانت محفوظة.
و في رجب منها قدمت رسل الخليفة الناصر و خلع و هدايا إلى الناصر صلاح الدين، فلبس خلعة الخليفة بدمشق، و زينت له البلد، و كان يوما مشهودا. و في رجب أيضا منها سار السلطان إلى مصر لينظر في أحوالها و يصوم بها رمضان، و من عزمه أن يحج عامه ذلك، و استناب على الشام ابن أخيه عز الدين فروخ شاه، و كان عزيز المثل غزير الفضل، فكتب القاضي الفاضل عن الملك العادل أبى بكر إلى أهل اليمن و البقيع و مكة يعلمهم بعزم السلطان الناصر على الحج، و معه صدر الدين أبو القاسم عبد الرحيم شيخ الشيوخ ببغداد، الّذي قدم من جهة الخليفة في الرسالة، و جاء بالخلع ليكون في خدمته إلى الديار المصرية، و في صحبته إلى الحجاز، فدخل السلطان مصر و تلقاه الجيش، و أما شيخ الشيوخ فإنه لم يقم بها إلا قليلا حتى توجه إلى الحجاز في البحر، فأدرك الصيام في المسجد الحرام.
و فيها سار قراقوش التقوى إلى المغرب فحاصر بها فاس و قلاعا كثيرة حولها، و استحوذ على أكثرها، و اتفق له أنه أسر من بعض الحصون غلاما أسود فأراد قتله فقال له أهل الحصن لا تقتله و خذ لك ديته عشرة آلاف دينار، فأبى فأوصله إلى مائة ألف، فأبى إلا قتله فقتله، فلما قتله نزل صاحب الحصن و هو شيخ كبير و معه مفاتيح ذلك الحصن، فقال له خذ هذه فانى شيخ كبير، و إنما كنت أحفظه من أجل هذا الصبى الّذي قتلته، و لي أولاد داخ أكره أن يملكوه بعدي، فأقره فيه و أخذ منه أموالا كثيرة.
و فيها توفى من الأعيان
الحافظ أبو طاهر السلفي
أحمد بن محمد بن إبراهيم سلفة الحافظ الكبير المعمر، أبو طاهر السلفي الأصبهاني، و إنما قيل له السلفي لجده إبراهيم سلفة، لأنه كان مشقوق إحدى الشفتين، و كان له ثلاث شفاه فسمته الأعاجم لذلك. قال ابن خلكان: و كان يلقب بصدر الدين، و كان شافعيّ المذهب، ورد بغداد و اشتغل بها على الكيا الهراسي، و أخذ اللغة عن الخطيب أبى زكريا. يحيى بن على التبريزي سمع الحديث الكثير و رحل في طلبه إلى الآفاق ثم نزل ثغر الاسكندرية في سنة إحدى عشرة و خمسمائة، و بنى له العادل أبو الحسن على بن السلار وزير الخليفة الظافر مدرسة، و فوضها إليه، فهي معروفة به إلى الآن. قال ابن خلكان: و أما أماليه و كتبه و تعاليقه فكثيرة جدا، و كان مولده فيما ذكر المصريون سنة ثنتين و سبعين و أربعمائة، و نقل الحافظ عبد الغنى عنه أنه قال اذكر مقتل نظام الملك في سنة
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي جلد : 12 صفحه : 307