responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 12  صفحه : 304

من كتاب كتبه القاضي الفاضل إلى بغداد في خراب هذا الحصن. و قد قيس عرض حائطه فزاد على عشرة أذرع و قطعت له عظام الحجارة كل فص منها سبعة أذرع، إلى ما فوقها و ما دونها، و عدتها تزيد على عشرين ألف حجر، لا يستقر الحجر في بنيانه إلا بأربعة دنانير فما فوقها، و فيما بين الحائطين حشو من الحجارة الضخمة الصم، أتوا بها من رءوس الجبال الشم، و قد جعلت شعبيته بالكلس الّذي إذا أحاطت بالحجر مازجه بمثل جسمه، و لا يستطيع الحديد أن يتعرض إلى هدمه. و فيها أقطع صلاح الدين ابن أخيه عز الدين فروخ شاه بعلبكّ. و أغار فيها على صفت و أعمالها، فقتل طائفة كبيرة من مقاتليها، و كان فروخ شاه من الصناديد الأبطال.

و فيها حج القاضي الفاضل من دمشق و عاد إلى مصر فقاسى في الطريق أهوالا، و لقي ترحا و تعبا و كلالا، و كان في العام الماضي قد حج من مصر و عاد إلى الشام، و كان ذلك العام في حقه أسهل من هذا العام. و فيها كانت زلزلة عظيمة انهدم بسببها قلاع و قرى، و مات خلق كثير فيها من الورى، و سقط من رءوس الجبال صخور كبار، و صادمت بين الجبال في البراري و القفار، مع بعد ما بين الجبال من الأقطار. و فيها أصاب الناس غلاء شديد و فناء شريد و جهد جهيد، فمات خلق كثير بهذا و هذا، ف إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ‌.

ذكر وفاة المستضي‌ء بأمر اللَّه و شي‌ء من ترجمته‌

كان ابتداء مرضه أواخر شوال فأرادت زوجته أن تكتم ذلك فلم يمكنها، و وقعت فتنة كبيرة ببغداد و نهبت العوام دورا كثيرة، و أموالا جزيلة، فلما كان يوم الجمعة الثاني و العشرين من شوال خطب لولى العهد أبى العباس أحمد بن المستضي‌ء، و هو الخليفة الناصر لدين اللَّه، و كان يوما مشهودا نثر الذهب فيه على الخطباء و المؤذنين، و من حضر ذلك، عند ذكر اسمه على المنبر. و كان مرضه بالحمى ابتدأ فيها يوم عيد الفطر، و لم يزل الأمر يتزايد به حتى استكمل في مرضه شهرا، و مات سلخ شوال، و له من العمر تسع و ثلاثون سنة، و كانت مدة خلافته تسع سنين و ثلاثة أشهر و سبعة عشر يوما، و غسل و صلى عليه من الغد. و دفن بدار النصر التي بناها، و ذلك عن وصيته التي أوصاها، و ترك ولدين أحدهما ولى عهده و هو عدة الدنيا و الدين، أبو العباس أحمد الناصر لدين اللَّه، و الآخر أبو منصور هاشم، و قد وزر له جماعة من الرؤساء، و كان من خيار الخلفاء، آمرا بالمعروف ناهيا عن المنكر، مزيلا عن الناس المكوسات و الضرائب، مبطلا للبدع و المعايب، و كان حليما وقورا كريما، و بويع بالخلافة من بعده لولده الناصر.

و فيها توفى من الأعيان‌

إبراهيم بن على‌

أبو إسحاق الفقه الشافعيّ، المعروف بابن الفراء الأموي ثم البغدادي، كان فاضلا مناظرا

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 12  صفحه : 304
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست