responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 12  صفحه : 302

و اختلاط، فقال: ما للناس في حيص بيص، أي في شر و هرج، فغلب عليه هذه الكلمة، و كان يزعم أنه من ولد أكثم بن صيفي طبيب العرب، و لم يترك عقبا. كانت له حوالة بالحلة فذهب يتقاضاها فتوفى ببغداد في هذه السنة.

محمد بن نسيم‌

أبو عبد اللَّه الخياط، عتيق الرئيس أبى الفضل بن عبسون، سمع الحديث و قارب الثمانين، سقط من درجة فمات. قال: أنشدنى مولى الدين يعنى ابن علام الحكيم بن عبسون.

للقارئ المحزون أجدر بالتقى* * * من راهب في ديره متقوس‌

و مراقب الأفلاك كانت نفسه* * * بعبادة الرحمن أحرى الأنفس‌

و الماسح الأرضين و هي فسيحة* * * أولى بمسح في أكف اللمس‌

أولى بخشية ربه من جاهل* * * بمثلث و مربع و مخمس‌

ثم دخلت سنة خمس و سبعين و خمسمائة

و فيها كانت وقعة مرج عيون استهلت هذه السنة و السلطان صلاح الدين الناصر نازل بجيشه على تل القاضي ببانياس، ثم قصده الفرنج بجمعهم فنهض إليهم فما هو إلا أن التقى الفريقان و اصطدم الجندان، فأنزل اللَّه نصره و أعز جنده، فولت ألوية الصلبان ذاهبة و خيل اللَّه لركابهم راكبة، فقتل منهم خلق كثير، و أسر من ملوكهم جماعة، و أنابوا إلى السمع و الطاعة، منهم مقدم الداوية و مقدم الابسباتارية و صاحب الرملة و صاحب طبرية و قسطلان يافا و آخرون من ملوكهم، و خلق من شجعانهم و أبطالهم، و من فرسان القدس جماعة كثيرون تقريبا من ثلاثمائة أسير من أشرافهم، فصاروا يهانون في القيود. قال العماد: فاستعرضهم السلطان في الليل حتى أضاء الفجر، و صلى يومئذ الصبح بوضوء العشاء، و كان جالسا ليلتئذ في نحو العشرين و الفرنج كثير، فسلمه اللَّه منهم، ثم أرسلهم إلى دمشق ليعتقلوا بقلعتها، فافتدى ابن البارزانى صاحب الرملة نفسه بمائة ألف و خمسين ألف دينار صورية، و إطلاق ألف أسير من بلاده، فأجيب إلى ذلك، و افتدى جماعة منهم أنفسهم بأموال جزيلة، و منهم من مات في السجن، و اتفق أنه في اليوم الّذي ظفر فيه السلطان بالفرنج بمرج عيون، ظهر أسطول المسلمين على بطشة للفرنج في البحر و أخرى معها فغنموا منها ألف رأس من السبي، و عاد إلى الساحل مؤيدا منصورا، و قد امتدح الشعراء السلطان في هذه الغزوة بمدائح كثيرة، و كتب بذلك إلى بغداد فدقت البشائر بها فرحا و سرورا، و كان الملك المظفر تقى الدين عمر غائبا عن هذه الوقعة مشتغلا بما هو أعظم منها، و ذلك أن ملك الروم قرارسلان بعث يطلب حصن رعنان، و زعم أن نور الدين اغتصبه منه، و أن ولده قد عصى، فلم يجبه إلى ذلك السلطان، فبعث صاحب الروم‌

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 12  صفحه : 302
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست