responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 12  صفحه : 301

و فيها توفى من الأعيان‌

أسعد بن بلدرك الجبريلى‌

سمع الحديث و كان شيخا ظريف المذاكرة جيد المبادرة، توفى عن مائة سنة و أربع سنين.

الحيص بيص‌

سعد بن محمد بن سعد [الملقب‌] شهاب الدين، أبو الفوارس المعروف بحيص بيص، له ديوان شعر مشهور، توفى يوم الثلاثاء خامس شهر شعبان من هذه السنة، و له ثنتان و ثمانون سنة، و صلى عليه بالنظاميّة، و دفن بباب التبن، و لم يعقب، و لم يكن له في المراسلات بديل، كان يتقعر فيها و يتفاصح جدا، فلا تواتيه إلا و هي معجرفة، و كان يزعم أنه من بنى تميم، فسئل أبوه عن ذلك فقال ما سمعته إلا منه، فقال بعض الشعراء يهجوه فيما ادعاه من ذلك:

كم تبادى و كم تطيل طرطورك* * * و ما فيك شعرة من تميم‌

فكل الضب و أقرط الحنظل اليابس* * * و اشرب ان شئت يول الظليم‌

فليس ذا وجه من يضيف و لا يقرى* * * و لا يدفع الأذى عن حريم‌

و من شعر الحيص بيص الجيد:

سلامة المرء ساعة عجب* * * و كل شي‌ء لحتفه سبب‌

يفر و الحادثات تطلبه* * * يفر منها و نحوها الهرب‌

و كيف يبقى على تقلبه* * * مسلما من حياته العطب‌

و من شعره أيضا:

لا تلبس الدهر على غرة* * * فما لموت الحي من بد

و لا يخادعك طول البقا* * * فتحسب التطويل من خلد

يقرب ما كان آخرا* * * ما أقرب المهد من اللحد

و يقرب من هذا ما ذكره صاحب العقد أحمد بن محمد بن عبد ربه الأندلسى في عقده:

ألا إنما الدنيا غضارة أيكة* * * إذا أخضر منها جانب جف جانب‌

و ما الدهر و الآمال إلا فجائع* * * عليها و ما اللذات إلا مصائب‌

فلا تكتحل عيناك منها بعبرة* * * على ذاهب منها فإنك ذاهب‌

و قد ذكر أبو سعد السمعاني حيص بيص هذا في ذيله و أثنى عليه، و سمع عليه ديوانه و رسائله، و أثنى على رسائله القاضي ابن خلكان، و قال: كان فيه تيه و تعاظم، و لا يتكلم إلا معربا، و كان فقيها شافعيّ المذهب، و اشتغل بالخلاف و علم النظر، ثم تشاغل عن ذلك كله بالشعر، و كان من أخبر الناس بأشعار العرب، و اختلاف لغاتهم. قال: و إنما قيل له الحيص بيص، لأنه رأى الناس في حركة

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 12  صفحه : 301
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست