responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 12  صفحه : 300

قلة المطر، عم العراق و الشام و ديار مصر، و استمر إلى سنة خمس و سبعين، فجاء المطر و رخصت الأسعار ثم عقب ذلك وباء شديد، و عم البلاد مرض آخر و هو السرسام، فما ارتفع إلا في سنة ست و سبعين، فمات بسبب ذلك خلق كثير، و أمم لا يعلم عددهم إلا اللَّه. و في رمضان منها وصلت خلع الخليفة إلى الملك صلاح الدين و هو بدمشق، و زيد في ألقابه معز أمير المؤمنين، و خلع على أخيه توران شاه و لقب بمصطفى أمير المؤمنين.

و فيها جهز الناصر ابن أخيه فروخ شاه بن شاهنشاه بين يديه لقتال الفرنج الذين عاثوا في نواحي دمشق، فنهبوا ما حولها، و أمره أن يداريهم حتى يتوسطوا البلاد و لا يقاتلهم حتى يقدم عليه، فلما رأوه عاجلوه بالقتال فكسرهم و قتل من ملوكهم صاحب الناصرة الهنفرى، و كان من أكابر ملوكهم و شجعانهم، لا ينهنهه اللقاء، فكبته اللَّه في هذه الغزوة، ثم ركب الناصر في إثر ابن أخيه فما وصل إلى الكسوة حتى تلقته الرءوس على الرماح، و الغنائم و الأسارى. و فيها بنت الفرنج قلعة عند بيت الأحزان للداوية فجعلوها مرصد الحرب المسلمين، و قطع طريقهم، و نقضت ملوكهم العهود التي كانت بينهم و بين صلاح الدين، و أغاروا على نواحي البلدان من كل جانب، ليشغلوا المسلمين عنهم، و تفرقت جيوشهم فلا تجتمع في بقعة واحدة، فرتب السلطان ابن أخيه عمر على حماه و معه ابن مقدم و سيف الدين على بن أحمد المشطوب بنواحي البقاع و غيرها، و بثغر حمص ابن عمه ناصر الدين بن أسد الدين شيركوه، و بعث إلى أخيه الملك أبى بكر العادل تائبه بمصر أن يبعث إليه ألفا و خمسمائة فارس يستعين بهم على قتال الفرنج، و كتب إلى الفرنج يأمرهم بتخريب هذا الحصن الّذي بنوه للداوية فامتنعوا إلا أن يبذل لهم ما غرموه عليه، فبذل لهم ستين ألف دينار فلم يقبلوا، ثم أوصلهم إلى مائة ألف دينار، فقال له ابن أخيه تقى الدين عمر: ابذل هذا إلى أجناد المسلمين و سر إلى هذا الحصن فخربه، فأخذ بقوله في ذلك و خربه في السنة الآتية كما سنذكره.

و فيها أمر الخليفة المستضي‌ء بكتابة لوح على قبر الامام أحمد بن حنبل، فيه آية الكرسي، و بعدها هذا قبر تاج السنة و حبر الأمة العالي الهمة العالم العابد الفقيه الزاهد، و ذكروا تاريخ وفاته (رحمه اللَّه تعالى).

و فيها احتيط ببغداد على شاعر ينشد للروافض أشعارا في ثلب الصحابة و سبهم، و تهجين من يحبهم، فعقد له مجلس بأمر الخليفة ثم أستنطق فإذا هو رافضي خبيث داعية إليه، فأفتى الفقهاء بقطع لسانه و يديه، ففعل به ذلك، ثم اختطفته العامة فما زالوا يرمونه بالآجر حتى ألقى نفسه في دجلة فاستخرجوه منها فقتلوه حتى مات، فأخذوا شريطا و ربطوه في رجله و جروه على وجهه حتى طافوا به البلد و جميع الأسواق، ثم ألقوه في بعض الاتونة مع الآجر و الكاس، و عجز الشرط عن تخليصه منهم‌

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 12  صفحه : 300
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست