responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 12  صفحه : 30

الملوك، لا قبله و لا بعده، و غنم مغانم منهم كثيرة لا تنحصر و لا تنضبط، من الذهب و اللآلي، و السبي، و كسر من أصنامهم شيئا كثيرا، و أخذ من حليتها. و قد تقدم ذلك مفصلا متفرقا في السنين المتقدمة من أيامه، و من جملة ما كسر من أصنامهم صنم يقال له سومنات، بلغ ما تحصل من حليته من الذهب عشرين ألف ألف دينار، و كسر ملك الهند الأكبر الّذي يقال له صينال، و قهر ملك الترك الأعظم الّذي يقال له إيلك الخان، و أباد ملك السامانية، و قد ملكوا العالم في بلاد سمرقند و ما حولها، ثم هلكوا. و بنى على جيحون جسرا تعجز الملوك و الخلفاء عنه، غرم عليه ألفى ألف دينار، و هذا شي‌ء لم يتفق لغيره، و كان في جيشه أربعمائة فيل تقاتل، و هذا شي‌ء عظيم هائل، و جرت له فصول يطول تفصيلها، و كان مع هذا في غاية الديانة و الصيانة و كراهة المعاصي و أهلها، لا يحب منها شيئا، و لا يألفه، و لا أن يسمع بها، و لا يجسر أحد أن يظهر معصية و لا خمرا في مملكته، و لا غير ذلك، و لا يحب الملاهي و لا أهلها، و كان يحب العلماء و المحدثين و يكرمهم و يجالسهم، و يحب أهل الخير و الدين و الصلاح، و يحسن إليهم، و كان حنفيا ثم صار شافعيا على يدي أبى بكر القفال الصغير على ما ذكره إمام الحرمين و غيره، و كان على مذهب الكرامية في الاعتقاد، و كان من جملة من يجالسه منهم محمد بن الهيضم، و قد جرى بينه و بين أبى بكر بن فورك مناظرات بين يدي السلطان محمود في مسألة العرش، ذكرها ابن الهيضم في مصنف له، فمال السلطان محمود إلى قول ابن الهيضم، و نقم على ابن فورك كلامه، و أمر بطرده و إخراجه، لموافقته لرأى الجهمية، و كان عادلا جيدا، اشتكى إليه رجل أن ابن أخت الملك يهجم عليه في داره و على أهله في كل وقت، فيخرجه من البيت و يختلى بامرأته، و قد حار في أمره، و كلما اشتكاه لأحد من أولى الأمر لا يجسر أحد عليه خوفا و هيبة للملك.

فلما سمع الملك ذلك غضب غضبا شديدا و قال للرجل، ويحك متى جاءك فائتنى فأعلمني، و لا تسمعن من أحد منعك من الوصول إلى، و لو جاءك في الليل فائتنى فأعلمني، ثم إن الملك تقدم إلى الحجبة و قال لهم: إن هذا الرجل متى جاءني لا يمنعه أحد من الوصول إليّ من ليل أو نهار، فذهب الرجل مسرورا داعيا، فما كان إلا ليلة أو ليلتان حتى هجم عليه ذلك الشاب فأخرجه من البيت و اختلى بأهله، فذهب باكيا إلى دار الملك فقيل له إن الملك نائم، فقال: قد تقدم إليكم أن لا أمنع منه ليلا و لا نهارا، فنبهوا الملك فخرج معه بنفسه و ليس معه أحد، حتى جاء إلى منزل الرجل فنظر إلى الغلام و هو مع المرأة في فراش واحد، و عندهما شمعة تقد، فتقدم الملك فأطفأ الضوء ثم جاء فاحتز رأس الغلام و قال للرجل: ويحك الحقنى بشربة ماء، فأتاه بها فشرب ثم انطلق الملك ليذهب، فقال له الرجل:

باللَّه لم أطفأت الشمعة؟ قال: ويحك إنه ابن أختى، و إني كرهت أن أشاهده حالة الذبح، فقال: و لم طلبت الماء سريعا؟ فقال الملك: إني آليت على نفسي منذ أخبرتنى أن لا أطعم طعاما و لا أشرب‌

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 12  صفحه : 30
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست