نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي جلد : 12 صفحه : 298
هذا الملك و جملة الفرنج مدينة حماه و صاحبها شهاب الدين محمود خال السلطان مريض، و نائب دمشق و من معه من الأمراء مشغولون ببلدانهم، فكادوا يأخذون البلد و لكن هزمهم اللَّه بعد أربعة أيام، فانصرفوا إلى حارم فلم يتمكنوا من أخذها و كشفهم عنها الملك الصالح صاحب حلب، و قد دفع إليهم من الأموال و الأسراء ما طلبوه منه و توفى صاحب حماه شهاب الدين محمود خال السلطان الناصر، و توفى قبله ولده تتش بثلاثة أيام، و لما سمع الملك الناصر بنزول الفرنج على حارم خرج من مصر قاصدا بلاد الشام، فدخل دمشق في رابع عشر شوال، و صحبته العماد الكاتب، و تأخر القاضي الفاضل بمصر لأجل الحج.
و فيها جاء كتاب القاضي الفاضل الناصر يهنئه بوجود مولود و هو أبو سليمان داود، و به كمل له اثنى عشر ذكرا، و قد ولد له بعده عدة أولاد ذكور، فإنه توفى عن سبعة عشر ذكرا و ابنة صغيرة اسمها مؤنسة، التي تزوجها ابن عمها الملك الكامل محمد بن العادل، كما سيأتي بيان ذلك في موضعه إن شاء اللَّه تعالى.
و فيها جرت فتنة عظيمة بين اليهود و العامة ببغداد، بسبب أن مؤذنا أذن عند كنيسة فنال منه بعض اليهود بكلام أغلظ له فيه، فشتمه المسلم فاقتتلا، فجاء المؤذن يشتكي منه إلى الديوان، فتفاقم الحال، و كثرت العوام، و أكثروا الضجيج، فلما حان وقت الجمعة منعت العامة الخطباء في بعض الجوامع، و خرجوا من فورهم فنهبوا سوق العطارين الّذي فيه اليهود، و ذهبوا إلى كنيسة اليهود فنهبوها، و لم يتمكن الشرط من ردهم، فأمر الخليفة بصلب بعض العامة، فأخرج في الليل جماعة من الشطار الذين كانوا في الحبوس و قد وجب عليهم القتل فصلبوا، فظن كثير من الناس أن هذا كان بسبب هذه الكائنة، فسكن الناس. و فيها خرج الوزير الخليفة عضد الدولة ابن رئيس الرؤساء ابن المسلمة قاصدا الحج، و خرج الناس في خدمته ليودعوه، فتقدم إليه ثلاثة من الباطنية في صورة فقراء و معهم قصص، فتقدم أحدهم ليناوله قصة فاعتنقه و ضربه بالسكين ضربات، و هجم الثاني و كذلك الثالث عليه فهبروه و جرحوا جماعة حوله، و قتل الثلاثة من فورهم، و رجع الوزير إلى منزله محمولا فمات من يومه، و هذا الوزير هو الّذي قتل ولدى الوزير ابن هبيرة و أعدمهما، فسلط اللَّه عليه من قتله، و كما تدين تدان، جزاء وفاقا.
و ممن توفى فيها من الأعيان
صدقة بن الحسين
أبو الفرج الحداد، قرأ القرآن و سمع الحديث، و تفقه و أفتى، و قال الشعر و قال في الكلام، و له تاريخ ذيل على شيخه ابن الزاغونى، و فيه غرائب و عجائب. قال ابن الساعي: كان شيخا عالما فاضلا و كان فقيرا يأكل من أجرة النسخ، و كان يأوى إلى مسجد ببغداد عند البدرية يؤم فيه، و كان يعتب
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي جلد : 12 صفحه : 298