responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 12  صفحه : 297

مرة على قصة إلى الخليفة المقتفى: محمد بن عبد اللَّه الرسول، فكتب الخليفة تحت ذلك: (صلى اللَّه عليه و سلم).

قلت: و قد فوض إليه نور الدين نظر الجامع و دار الضرب و الأسوار، و عمر له المارستان و المدارس و غير ذلك و كانت وفاته في المحرم من هذه السنة بدمشق.

الخطيب شمس الدين‌

ابن الوزير أبو الضياء خطيب الديار المصرية، و ابن وزيرها، كان أول من خطب بديار مصر للخليفة المستضي‌ء بأمر اللَّه العباسي، بأمر الملك صلاح الدين، ثم حظي عنده حتى جعله سفيرا بينه و بين الملوك و الخلفاء، و كان رئيسا مطاعا كريما ممدحا، يقرأ عليه الشعراء و الأدباء. ثم جعل الناصر مكانه الشهرزوريّ المتقدم بمرسوم السلطان، و صارت وظيفة مقررة.

ثم دخلت سنة ثلاث و سبعين و خمسمائة

فيها أمر الملك الناصر ببناء قلعة الجبل و إحاطة السور على القاهرة و مصر، فعمر قلعة للملك لم يكن في الديار المصرية مثلها و لا على شكلها، و ولى عمارة ذلك الأمير بهاء الدين قراقوش مملوك تقى الدين عمر بن شاهنشاه بن أيوب. و فيها كانت وقعة الرملة على المسلمين، و في جمادى الأولى منها سار السلطان الناصر صلاح الدين من مصر قاصدا غزو الفرنج، فانتهى إلى بلاد الرملة فسبى و غنم، ثم تشاغل جيشه بالغنائم و تفرقوا في القرى و المحال، و بقي هو في طائفة من الجيش منفردا فهجمت عليه الفرنج في جحفل من المقاتلة فما سلم إلا بعد جهد جهيد، ثم تراجع الجيش إليه و اجتمعوا عليه بعد أيام، و وقعت الأراجيف في الناس بسبب ذلك، و ما صدق أهل مصر حتى نظروا إليه و صار الأمر كما قيل رضيت من الغنيمة بالإياب و مع هذا دقت البشائر في البلدان فرحا بسلامة السلطان، و لم تجر هذه الوقعة إلا بعد عشر سنين، و ذلك يوم حطين، و قد ثبت السلطان في هذه الوقعة ثباتا عظيما، و أسر للملك المظفر تقى الدين عمر بن أخى السلطان ولده شاهنشاه، فبقي عندهم سبع سنين، و قتل ابنه الا حر، و كان شابا قد طرّ شاربه، فحزن على المقتول و المفقود، و صبر تأسيا بأيوب، و ناح كما ناح داود، و أسر الفقيهان الأخوان ضياء الدين عيسى و ظهير الدين فافتداهما السلطان بعد سنتين بتسعين ألف دينار.

و فيها تخبطت دولة حلب و قبض السلطان الملك الصالح إسماعيل بن نور الدين على الخادم كمشتكين، و ألزمه بتسليم قلعة حارم، و كانت له، فأبى من ذلك فعلقه منكوسا و دخن تحت أنفه حتى مات من ساعته. و فيها جاء ملك كبير من ملوك الفرنج يروم أخذ الشام لغيبة السلطان و اشتغال نوابه ببلدانهم. قال العماد الكاتب: و من شرط هدنة الفرنج أنه متى جاء ملك كبير من ملوكهم لا يمكنهم دفعه أنهم يقاتلون معه و يؤازرونه و ينصرونه، فإذا انصرف عنهم عادت الهدنة كما كانت، فقصد

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 12  صفحه : 297
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست