responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 12  صفحه : 295

تكون حلب و أعمالها للملك الصالح فقط، فكتبوا بذلك الكتاب، فلما كان المساء بعث السلطان الصالح إسماعيل يطلب منه زيادة قلعة إعزاز، و أرسل بأخت له صغيرة و هي الخاتون بنت نور الدين ليكون ذلك أدعى له بقبول السؤال، و أنجع في حصول النوال، فحين رآها السلطان قام قائما، و قبل الأرض و أجابها إلى سؤالها، و أطلق لها من الجواهر و التحف شيئا كثيرا، ثم ترحل عن حلب فقصد الفداوية الذين اعتدوا عليه فحاصر حصنهم مصبات فقتل و سبى و حرق و أخذ بقارهم و خرب ديارهم، ثم شفع فيهم خاله شهاب الدين محمود بن تتش صاحب حماه، لأنهم جيرانه، فقبل شفاعته، و أحضر إليه نائب بعلبكّ الأمير شمس الدين محمد بن الملك مقدم، الّذي كان نائب دمشق، جماعة من أسارى الفرنج الذين عاثوا في البقاع في غيبته، فجدد ذلك له الغزو في الفرنج، فصالح الفداوية الإسماعيلية أصحاب سنان، ثم كر راجعا إلى دمشق فتلقاه أخوه شمس الدولة. توران شاه، فلقبه الملك المعظم، و عزم الناصر على دخول مصر، و كان القاضي كمال الدين محمد الشهرزوريّ قد توفى في السادس من المحرم من هذه السنة، و قد كان من خيار القضاة و أخص الناس بنور الدين الشهيد، فوض إليه نظر الجامع و دار الضرب و عمارة الأسوار و النظر في المصالح العامة. و لما حضرته الوفاة أوصى بالقضاء لابن أخيه ضياء الدين بن تاج الدين الشهرزوريّ، مع أنه كان يجد عليه، لما كان بينه و بينه حين كان صلاح الدين سجنه بدمشق، و كان يعاكسه و يخالفه، و مع هذا أمضى وصيته لابن أخيه، فجلس في مجلس القضاء على عادة عمه و قاعدته، و بقي في نفس السلطان من تولية شرف الدين أبى سعيد عبد اللَّه بن أبى عصرون الحلبي، و كان قد هاجر إلى السلطان إلى دمشق فوعده أن يوليه قضاءها، و أسر بذلك إلى القاضي الفاضل، فأشار الفاضل على الضياء أن يستعفى من القضاء فاستعفى فأعفى، و ترك له وكالة بيت المال، و ولى السلطان ابن أبى عصرون على أن يستنيب القاضي محيي الدين أبى المعالي محمد بن زكى الدين، ففعل ذلك، ثم بعد ذلك استقل بالحكم محيي الدين أبو حامد بن أبى عصرون عوضا عن أبيه شرف الدين، بسبب ضعف بصره.

و في صفر منها وقف السلطان الناصر قرية حزم على الزاوية الغزالية، و من يشتغل بها بالعلوم الشرعية، و ما يحتاج إليه الفقيه، و جعل النظر لقطب الدين النيسابورىّ مدرسها. و في هذا الشهر تزوج السلطان الملك الناصر بالست خاتون عصمة الدين بنت معين الدين أنر، و كانت زوجة نور الدين محمود، و كانت مقيمة بالقلعة، و ولى تزويجها منه أخوها الأمير سعد الدين بن أنر، و حضر القاضي ابن عصرون العقد و من معه من العدول، و بات الناصر عندها تلك الليلة و التي بعدها، ثم سافر إلى مصر بعد يومين، ركب يوم الجمعة قبل الصلاة فنزل مرج الصفر، ثم سافر فعشا قريبا من الصفين، ثم سار فدخل مصر يوم السبت سادس عشر ربيع الأول من هذه السنة، و تلقاه‌

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 12  صفحه : 295
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست