responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 12  صفحه : 294

إن غبت فيك فيا فخري و يا شرفى* * * و إن حضرت فيا سمعي و يا بصرى‌

أو احتجبت فسرى فيك في و له* * * و إن خطرت فقلبي منك في خطر

تبدو فتمحو رسومي ثم تثبتها* * * و إن تغيب عنى عشت بالأثر

و فيها توفى من الأعيان‌

الحافظ أبو القاسم ابن عساكر.

على بن الحسن بن هبة اللَّه‌

ابن عساكر أبو القاسم الدمشقيّ، أحد أكابر حفاظ الحديث و من عنى به سماعا و جمعا و تصنيفا و اطلاعا و حفظا لأسانيده و متونه، و إتقانا لأساليبه و فنونه، صنف تاريخ الشام في ثمانين مجلدة، فهي باقية بعده مخلدة، و قد ندر على من تقدمه من المؤرخين، و أتعب من يأتى بعده من المتأخرين، فحاز فيه قصب السبق، و من نظر فيه و تأمله رأى ما وصفه فيه و أصله، و حكم بأنه فريد دهره، في التواريخ، و أنه الذروة العليا من الشماريخ، هذا مع ماله في علوم الحديث من الكتب المفيدة، و ما هو مشتمل عليه من العبادة و الطرائق الحميدة، فله أطراف الكتب الستة، و الشيوخ النبل، و تبيين كذب المفترى على أبى الحسن الأشعري، و غير ذلك من المصنفات الكبار و الصغار، و الأجزاء و الأسفار، و قد أكثر في طلب الحديث من الترحال و الأسفار، و جاز المدن و الأقاليم و الأمصار، و جمع من الكتب ما لم يجمعه أحد من الحفاظ نسخا و استنساخا، و مقابلة و تصحيح الألفاظ، و كان من أكابر سروات الدماشقة، و رياسته فيهم عالية باسقة، من ذوى الأقدار و الهيئات، و الأموال الجزيلة، و الصلاة و الهبات، كانت وفاته في الحادي عشر من رجب، و له من العمر ثنتان و سبعون سنة، و حضر السلطان صلاح الدين جنازته و دفن بمقابر باب الصغير (رحمه اللَّه تعالى). و كان الّذي صلى عليه الشيخ قطب الدين النيسابورىّ. قال ابن خلكان و له أشعار كثيرة منها:

أيا نفس ويحك جاء المشيب* * * فما ذا التصابي و ما ذا الغزل؟

تولى شبابي كأن لم يكن* * * و جاء المشيب كأن لم يزل‌

كأنى بنفسي على غرة* * * و خطب المنون بها قد نزل‌

فيا ليت شعرى ممن أكون* * * و ما قدر اللَّه لي في الأزل‌

قال: و قد التزم فيها بما لم يلزم و هو الزاى مع اللام. قال: و كان أخوه صائن الدين هبة اللَّه ابن الحسن محدثا فقيها، اشتغل ببغداد على أسعد الميهنى، ثم قدم دمشق فدرس بالغزالية، و توفى بها عن ثلاث و ستين سنة.

ثم دخلت سنة ثنتين و سبعين و خمسمائة

استهلت هذه السنة و الناصر محاصر حلب، فسألوه و توسلوا إليه أن يصالحهم فصالحهم على أن‌

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 12  صفحه : 294
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست