responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 12  صفحه : 288

و كان من مقدمي الديار المصرية و الدولة الفاطمية، كان قد استند إلى بلد يقال له أسوان، و جعل يجمع عليه الناس، فاجتمع عليه خلق كثير من الرعاع من الحاضرة و الغربان و الرعيان، و كان يزعم إليهم أنه سيعيد الدولة الفاطمية، و يدحض الأتابكة التركية، فالتف عليه خلق كثير، ثم قصدوا قوص و أعمالها، و قتل طائفة من أمرائها و رجالها، فجرد إليه صلاح الدين طائفة من الجيش و أمر عليهم أخاه الملك العادل أبا بكر الكردي، فلما التقيا هزمه أبو بكر و أسر أهله و قتله.

فصل‌

فلما تمهدت البلاد و لم يبق بها رأس من الدولة العبيدية، برز السلطان الملك الناصر صلاح الدين يوسف في الجيوش التركية قاصدا البلاد الشامية، و ذلك حين مات سلطانها نور الدين محمود بن زنكي و أخيف سكانها و تضعضعت أركانها، و اختلف حكامها، و فسد نقضها و إبرامها، و قصده جمع شملها و الإحسان إلى أهلها، و أمن سهلها و جبلها، و نصرة الإسلام و دفع الطغام و إظهار القرآن و إخفاء سائر الأديان، و تكسير الصلبان في رضى الرحمن، و إرغام الشيطان. فنزل البركة في مستهل صفر و أقام بها حتى اجتمع عليه العسكر و استناب على مصر أخاه أبا بكر، ثم سار إلى بلبيس في الثالث عشر من ربيع الأول، فدخل مدينة دمشق في يوم الاثنين سلخ ربيع الأول، و لم ينتطح فيها عنزان، و لا اختلف عليه سيفان، و ذلك أن نائبها شمس الدين بن مقدم كان قد كتب إليه أولا فأغلظ له في الكتاب، فلما رأى أمره متوجها جعل يكاتبه و يستحثه على القدوم إلى دمشق، و يعده بتسليم البلد، فلما رأى الجد لم يمكنه المخالفة، فسلم البلد إليه بلا مدافعة، فنزل السلطان أولا في دار والده دار العقيلي التي بناها الملك الظاهر بيبرس مدرسة، و جاء أعيان البلد للسلام عليه فرأوا منه غاية الإحسان، و كان نائب القلعة إذ ذاك الطواشى ريحان، فكاتبه و أجزل نواله حتى سلمها إليه، ثم نزل إليه فأكرمه و احترمه، ثم أظهر السلطان أنه أحق الناس بتربية ولد نور الدين، لما لنور الدين عليهم من الإحسان المتين، و ذكر أنه خطب لنور الدين بالديار المصرية، ثم إن السلطان عامل الناس بالإحسان و أمر بإبطال ما أحدث بعد نور الدين من المكوس و الضرائب، و أمر بالمعروف و نهى عن المنكر، و للَّه عاقبة الأمور.

فصل‌

فلما استقرت له دمشق بحذافيرها نهض إلى حلب مسرعا لما فيها من التخبيط و التخليط، و استناب على دمشق أخاه طغتكين بن أيوب الملقب بسيف الإسلام، فلما اجتاز حمص أخذ ربضها

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 12  صفحه : 288
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست