responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 12  صفحه : 287

حضرته الوفاة أخذ العهد على الأمراء من بعده لولده- يعنى الصالح إسماعيل- و جدد العهد مع صاحب طرابلس أن لا يغير على الشام في المدة التي كان ماده فيها، و ذلك أنه كان قد أسره في بعض غزواته و أسر معه جماعة من أهل دولته، فافتدى نفسه منه بثلاثمائة ألف دينار و خمسمائة حصان و خمسمائة و ردية و مثلها برانس، أي لبوس، و قنطوريات و خمسمائة أسير من المسلمين، و عاهده أن لا يغير على بلاد المسلمين لمدة سبعة سنين و سبعة أشهر و سبعة أيام، و أخذ منه رهائن على ذلك مائة من أولاده و أولاد أكابر الفرنج و بطارقتهم، فان نكث أراق دماءهم، و كان قد عزم على فتح بيت المقدس شرفه اللَّه، فوافته المنية في شوال من هذه السنة، و الأعمال بالنيات، فحصل له أجر ما نوى، و كانت ولايته ثمان و عشرين سنة و أشهرا، و قد تقدم ذلك. و هذا مقتضى ما ذكره ابن الجوزي و معناه.

الخضر بن نصر

على بن نصر الإربلي الفقيه الشافعيّ، أول من درس بأربل في سنة ثلاث و ثلاثين و خمسمائة، و كان فاضلا دينا، انتفع به الناس، و كان قد اشتغل على الكيا الهراسي و غيره ببغداد، و قدم دمشق فأرخه ابن عساكر في هذه السنة، و ترجمه ابن خلكان في الوفيات، و قال قبره يزار، و قد زرته غير مرة، و رأيت الناس ينتابون قبره و يتبركون به، و هذا الّذي قاله ابن خلكان مما ينكره أهل العلم عليه و على أمثاله ممن يعظم القبور. و فيها هلك ملك الفرنج مري لعنه اللَّه، و أظنه ملك عسقلان و نحوها من البلاد، و قد كان قارب أن يملك الديار المصرية لو لا فضل اللَّه و رحمته بعباده المؤمنين.

ثم دخلت سنة سبعين و خمسمائة

استهلت [هذه السنة] و السلطان الملك الناصر صلاح الدين بن أيوب قد عزم على الدخول إلى بلاد الشام لأجل حفظه من الفرنج، و لكن دهمه أمر شغله عنه، و ذلك أن الفرنج قدموا إلى الساحل المصري في أسطول لم يسمع بمثله، و كثرة مراكب و آلات من الحرب و الحصار و المقاتلة، من جملة ذلك مائتي شيني في كل منها مائة و خمسون مقاتلا، و أربعمائة قطعة أخرى، و كان قدومهم من صقلّيّة إلى ظاهر اسكندرية قبل رأس السنة بأربعة أيام، فنصبوا المنجنيقات و الدبابات حول البلد، و برز إليهم أهلها فقاتلوهم دونها قتالا شديدا أياما، و قتل من كلا الفريقين خلق كثير، ثم اتفق أهل البلد على حريق المنجانيق و الدبابات ففعلوا ذلك، فأضعف ذلك قلوب الفرنج، ثم كبسهم المسلمون فقتلوا منهم جماعة و غنموا منهم ما أرادوا، فانهزم الفرنج في كل وجه، و لم يكن لهم ملجأ إلا البحر أو القتل أو الأسر، و استحوذ المسلمون على أموالهم و على خيولهم و خيامهم، و بالجملة قتلوا خلقا من الرجال و ركب من بقي منهم في أسطول إلى بلادهم خائبين.

و مما عوق الملك الناصر عن الشام أيضا أن رجلا يعرف بالكنز سماه بعضهم عباس بن شادى‌

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 12  صفحه : 287
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست