responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 12  صفحه : 286

و احتاطوا على بنى الداية شمس الدين بن الداية أخو مجد الدين الّذي كان رضيع نور الدين، و إخوته الثلاثة، و قد كان شمس الدين على بن الداية يظن أن ابن نور الدين يسلم إليه فيربيه، لأنه أحق الناس بذلك، فخيبوا ظنه و سجنوه و إخوته في الجب، فكتب الملك صلاح الدين إلى الأمراء [يلومهم‌] على ما فعلوا من نقل الولد من دمشق إلى حلب، و من حبسهم بنى الداية و هم من خيار الأمراء و رءوس الكبراء، و لم لا يسلموا الولد إلى مجد الدين بن الداية الّذي هو أحظى عند نور الدين و عند الناس منهم. فكتبوا إليه يسيئون الأدب عليه، و كل ذلك يزيده حنقا عليهم، و يحرضه على القدوم إليهم، و لكنه في الوقت في شغل شاغل لما دهمه ببلاد مصر من الأمر الهائل، كما سيأتي بيانه إن شاء اللَّه تعالى في أول السنة الآتية

و ممن توفى فيها من الأعيان‌

و المشاهير.

الحسن بن الحسن‌

ابن أحمد بن محمد العطار، أبو العلاء الهمدانيّ الحافظ، سمع الكثير و رحل إلى بلدان كثيرة، اجتمع بالمشايخ و قدم بغداد و حصل الكتب الكثيرة، و اشتغل بعلم القراءات و اللغة، حتى صار أوحد زمانه في علمي الكتاب و السنة، و صنف الكتب الكثيرة المفيدة، و كان على طريقة حسنة سخيا عابدا زاهدا صحيح الاعتقاد حسن السمت، له ببلده المكانة و القبول التام، و كانت وفاته ليلة الخميس الحادي عشر من جماد الآخرة من هذه السنة، و قد جاوز الثمانين بأربعة أشهر و أيام. قال ابن الجوزي: و قد بلغني أنه رئي في المنام أنه في مدينة جميع جدرانها كتب و حوله كتب لا تعد و لا تحصى، و هو مشتغل بمطالعتها، فقيل له: ما هذا؟ فقال سألت اللَّه أن يشغلني بما كنت أشتغل به في الدنيا فأعطانى. و فيها توفى‌

الأهوازي‌

خازن كتب مشهد أبى حنيفة ببغداد، توفى فجأة في ربيع الأول من هذه السنة.

محمود بن زنكي بن آقسنقر

السلطان الملك العادل نور الدين، صاحب بلاد الشام و غيرها من البلدان الكثيرة الواسعة، كان مجاهدا في الفرنج، آمرا بالمعروف ناهيا عن المنكر، محبا للعلماء و الفقراء و الصالحين، مبغضا للظلم، صحيح الاعتقاد مؤثرا لأفعال الخير، لا يجسر أحد أن يظلم أحدا في زمانه، و كان قد قمع المناكر و أهلها، و رفع العلم و الشرع، و كان مدمنا لقيام الليل يصوم كثيرا، و يمنع نفسه عن الشهوات، و كان يحب التيسير على المسلمين، و يرسل البر إلى العلماء و الفقراء و المساكين و الأيتام و الأرامل، و ليست الدنيا عنده بشي‌ء (رحمه اللَّه) و بل ثراه بالرحمة و الرضوان. قال ابن الجوزي: استرجع نور الدين محمود بن زنكي (رحمه اللَّه تعالى) من أيدي الكفار نيفا و خمسين مدينة، و قد كان يكاتبني و أكاتبه، قال: و لما

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 12  صفحه : 286
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست