responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 12  صفحه : 28

و الأثاث ما لا يحد و لا يوصف، حتى قيل إنهم اقتسموا الذهب و الفضة بالكيل، و لم يصل جيش من جيوش المسلمين إلى هذه المدينة قط، لا قبل هذه السنة و لا بعدها، و هذه المدينة من أكثر بلاد الهند خيرا و مالا، بل قيل إنه لا يوجد مدينة أكثر منها مالا و رزقا، مع كفر أهلها و عبادتهم الأصنام، فليسلم المؤمن على الدنيا سلام. و قد كانت محل الملك، و أخذوا منها من الرقيق من الصبيان و البنات ما لا يحصى كثرة. و فيها عملت الرافضة بدعتهم الشنعاء، و حادثتهم الصلعاء، في يوم عاشوراء، من تعليق المسوح، و تغليق الأسواق، و النوح و البكاء في الازقة، فأقبل أهل السنة إليهم في الحديد فاقتتلوا قتالا شديدا، فقتل من الفريقين طوائف كثيرة، و جرت بينهم فتن و شرور مستطيرة.

و فيها مرض أمير المؤمنين القادر باللَّه و عهد بولاية العهد من بعده إلى ولده أبى جعفر القائم بأمر اللَّه، بمحضر من القضاة و الوزراء و الأمراء، و خطب له بذلك، و ضرب اسمه على السكة المتعامل بها. و فيها أقبل ملك الروم من قسطنطينية في مائة ألف مقاتل، فسار حتى بلغ بلاد حلب، و عليها شبل الدولة نصر بن صالح بن مرداس، فنزلوا على مسيرة يوم منها، و من عزم ملك الروم أن يستحوذ على بلاد الشام كلها، و أن يستردها إلى دين النصرانية، و قد

قال رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم)‌ «إذا هلك كسرى فلا كسرى بعده، و إذا هلك قيصر فلا قيصر بعده»

و قيصر هو من ملك الشام من الروم مع بلاد الروم فلا سبيل لملك الروم إلى هذا. فلما نزل من حلب كما ذكرنا أرسل اللَّه عليهم عطشا شديدا، و خالف بين كلمتهم، و ذلك أنه كان معه الدمستق، فعامل طائفة من الجيش على قتله ليستقل هو بالأمر من بعده، ففهم الملك ذلك فكر من فوره راجعا، فاتبعهم الأعراب ينهبونهم ليلا و نهارا، و كان من جملة ما أخذوا منهم أربعمائة فحل محجل محملة أموالا و ثيابا للملك، و هلك أكثرهم جوعا و عطشا، و نهبوا من كل جانب و للَّه الحمد و المنة. و فيها ملك جلال الدولة واسطا و استناب عليها ولده، و بعث وزيره أبا على بن ماكولا إلى البطائح ففتحها، و سار في الماء إلى البصرة و عليها نائب لأبى كاليجار، فهزمهم البصريون فسار إليهم جلال الدولة بنفسه فدخلها في شعبان منها. و فيها جاء سيل عظيم بغزنة فأهلك شيئا كثيرا من الزروع و الأشجار. و في رمضان منها تصدق مسعود بن محمود بن سبكتكين بألف ألف درهم، و أدر أرزاقا كثيرة للفقهاء و العلماء ببلاده، على عادة أبيه من قبله، و فتح بلادا كثيرة، و اتسعت ممالكه جدا، و عظم شأنه، و قويت أركانه، و كثرت جنوده و أعوانه. و فيها دخل خلق كثير من الأكراد إلى بغداد يسرقون خيل الأتراك ليلا، فتحصن الناس منهم فأخذوا الخيول كلها حتى خيل السلطان. و فيها سقط جسر بغداد على نهر عيسى. و فيها وقعت فتنة بين الأتراك النازلين بباب البصرة، و بين الهاشميين، فرفعوا المصاحف و رمتهم الأتراك بالنشاب، و جرت خبطة عظيمة ثم أصلح بين الفريقين. و فيها كثرت العملات، و أخذت الدور جهرة، و كثر العيارون و لصوص‌

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 12  صفحه : 28
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست