responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 12  صفحه : 27

فعوتب الوزير بذلك فقال: كيف لا أقبل يدا ما امتدت إلا إلى اللَّه عز و جل.

على بن عيسى بن الفرج بن صالح‌

أبو الحسن الربعي النحويّ، أخذ العربية أولا عن أبى سعيد السيرافي، ثم عن أبى على الفارسي و لازمه عشرين سنة حتى كان يقول: قولوا له لو سار من المشرق إلى المغرب لم يجد أحدا أتحى منه، كان يوما يمشى على شاطئ دجلة إذ نظر إلى الشريفين الرضى و المرتضى في سفينة، و معهما عثمان بن جنى، فقال لهما: من أعجب الأشياء عثمان معكما، و على بعيد عنكما، يمشى على شاطئ الفرات.

[فضحكا و قالا: باسم اللَّه‌] توفى في المحرم منها عن ثنتين و تسعين سنة، و دفن بباب الدير، و يقال إنه لم يتبع جنازته إلا ثلاثة أنفس‌

أسد الدولة

أبو على صالح بن مرداس بن إدريس الكلابي، أول ملوك بنى مرداس بحلب، انتزعها من يدي نائبها عن الظاهر بن الحاكم العبيدي، في ذي الحجة سنة سبع عشرة و أربعمائة، ثم جاءه جيش كثيف من مصر قاقتتلوا فقتل أسد الدولة هذا في سنة تسع عشرة، و قام حفيده نصر.

ثم دخلت سنة إحدى و عشرين و أربعمائة

فيها توفى الملك الكبير المجاهد المغازي، فاتح بلاد الهند محمود بن سبكتكين (رحمه اللَّه)، لما كان في ربيع الأول من هذه السنة توفى الملك العادل الكبير الثاغر المرابط، المؤيد المنصور، يمين الدولة أبو القاسم محمود بن سبكتكين، صاحب بلاد غزنة و مالك تلك الممالك الكبار، و فاتح أكثر بلاد الهند قهرا، و كاسر أصنامهم، و ندودهم و أوثانهم و هنودهم، و سلطانهم الأعظم قهرا، و قد مرض (رحمه اللَّه) نحوا من سنتين لم يضطجع فيهما على فراش، و لا توسد وسادا، بل كان يتكى‌ء جالسا حتى مات و هو كذلك، و ذلك لشهامته و صرامته، و قوة عزمه، و له من العمر ستون سنة (رحمه اللَّه). و قد عهد بالأمر من بعده لولده محمد، فلم يتم أمره حتى عافصه أخوه مسعود بن محمود المذكور، فاستحوذ على ممالك أبيه، مع ما كان يليه مما فتحه هو بنفسه من بلاد الكفار، من الرساتيق الكبار و الصغار، فاستقرت له الممالك شرقا و غربا في تلك النواحي، في أواخر هذا العام، و جاءته الرسل بالسلام من كل ناحية و من كل ملك همام، و بالتحية و الاكرام، و بالخضوع التام، و سيأتي ذكر أبيه في الوفيات. و فيها استحوذت السرية التي كان بعثها الملك المذكور محمود إلى بلاد الهند على أكثر مدائن الهنود و أكبرها مدينة، و هي المدينة المسماة نرسى، دخلوها في نحو من مائة ألف مقاتل، ما بين فارس و راجل، فنهبوا سوق العطر و الجوهر بها نهارا كاملا، و لم يستطيعوا أن يحولوا ما فيه من أنواع الطيب و المسك و الجواهر و اللآلي و اليواقيت، و مع هذا لم يدر أكثر أهل البلد بشي‌ء من ذلك لاتساعها، و ذلك أنها كانت في غاية الكبر: طولها مسيرة منزلة من منازل الهند، و عرضها كذلك، و أخذوا منها من الأموال و التحف‌

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 12  صفحه : 27
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست