نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي جلد : 12 صفحه : 276
و عمارة اليمنى الشاعر
و كان عمارة شاعرا مطيقا بليغا فصيحا، لا يلحق شأوه في هذا الشأن، و له ديوان شعر مشهور و قد ذكرته في طبقات الشافعية لأنه كان يشتغل بمذهب الشافعيّ، و له مصنف في الفرائض، و كتاب الوزراء الفاطميين، و كتاب جمع سيرة نفيسة التي كان يعتقدها عوام مصر، و قد كان أديبا فاضلا فقيها، غير أنه كان ينسب إلى موالاة الفاطميين، و له فيهم و في وزرائهم و أمرائهم مدائح كثيرة جدا و أقل ما كان ينسب إلى الرفض، و قد اتهم بالزندقة و الكفر المحض، و ذكر العماد في الجريدة أنه قال في قصيدته التي يقول في أولها:
العلم مذ كان محتاج إلى العلم* * * و شفرة السيف تستغني عن القلم
و هي طويلة جدا، فيها كفر و زندقة كثيرة. قال و فيها:
قد كان أول هذا الدين من رجل* * * سعى إلى أن دعوه سيد الأمم
قال العماد فأفتى أهل العلم من أهل مصر بقتله، و حرضوا السلطان على المثلة به و بمثله، قال و يجوز أن يكون هذا البيت معمولا عليه و اللَّه أعلم. و قد أورد ابن الساعي شيئا من رقيق شعره فمن ذلك قوله يمدح بعض الملوك:
إذا قابلت بشرى جبينه* * * فارقته و البشر فوق جبيني
و إذا لثمت يمينه و خرجت من* * * بابه لثم الملوك يميني
و من ذلك قوله:
لي في هوى الرشا العذري إعذار* * * لم يبق لي مدا قسر الدمع إنكار
لي في القدود و في لثم الخدود* * * و في ضم النهود لبانات و أوطار
هذا اختياري فوافق إن رضيت به* * * و إلا فدعني لما أهوى و أختار
و مما أنشده الكندي في عمارة اليمنى حين صلب:
عمارة في الإسلام أبدى جناية* * * و بايع فيها بيعة و صليبا
و أمسى شريك الشرك في بعض أحمد* * * و أصبح في حب الصليب صليبا
سيلقى غدا ما كان يسعى لنفسه* * * و يسقى صديدا في لظى و صليبا
قال الشيخ أبو شامة: فالأول صليب النصارى، و الثاني بمعنى مصلوب، و الثالث بمعنى القوى، و الرابع ودك العظام. و لما صلب الملك الناصر هؤلاء يوم السبت الثاني من شهر رمضان من هذه السنة بين القصرين من القاهرة، كتب إلى الملك نور الدين يعلمه بما وقع منهم و بهم من الخزي و النكال، قال العماد: فوصل الكتاب بذلك يوم توفى الملك نور الدين (رحمه اللَّه تعالى)،
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي جلد : 12 صفحه : 276