responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 12  صفحه : 275

و سبب قتله أنه اجتمع جماعة من رءوس الدولة الفاطمية الذين كانوا فيها حكاما فاتفقوا بينهم أن يردوا الدولة الفاطمية، فكتبوا إلى الفرنج يستدعونهم إليهم، و عينوا خليفة من الفاطميين، و وزيرا و أمراء و ذلك في غيبة السلطان ببلاد الكرك، ثم اتفق مجيئه فحرض عمارة اليمنى شمس الدولة توران شاه على المسير إلى اليمن ليضعف بذلك الجيش عن مقاومة الفرنج، إذا قدموا لنصرة الفاطميين، فخرج توران شاه و لم يخرج معه عمارة، بل أقام بالقاهرة يفيض في هذا الحديث، و يداخل المتكلمين فيه و يصافيهم، و كان من أكابر الدعاة إليه و المحرضين عليه، و قد أدخلوا معهم فيه بعض من ينسب إلى صلاح الدين، و ذلك من قلة عقولهم و تعجيل دمارهم، فخانهم أحوج ما كانوا إليه و هو الشيخ زين الدين على بن نجا الواعظ، فإنه أخبر السلطان بما تمالئوا و تعاقدوا عليه، فأطلق له السلطان أموالا جزيلة، و أفاض عليه حللا جميلة، ثم استدعاهم السلطان واحدا واحدا فقررهم فأقروا بذلك، فاعتقلهم ثم استفتى الفقهاء في أمرهم فأفتوه بقتلهم، ثم عند ذلك أمر بقتل رءوسهم و أعيانهم، دون أتباعهم و غلمانهم، و أمر بنفي من بقي من جيش العبيدين إلى أقصى البلاد، و أفرد ذرية العاضد و أهل بيته في دار، فلا يصل إليهم إصلاح و لا إفساد، و أجرى عليهم ما يليق بهم من الأرزاق و الثياب، و كان عمارة معاديا للقاضي الفاضل، فلما حضر عمارة بين يدي السلطان قام القاضي الفاضل إلى السلطان ليشفع فيه عنده فتوهم عمارة أنه يتكلم فيه، فقال: يا مولانا السلطان لا تسمع منه، فغضب الفاضل و خرج من القصر، فقال له السلطان: إنه إنما كان يشفع فيك، فندم ندما عظيما. و لما ذهب به ليصلب مر بدار الفاضل فطلبه فتغيب عنه فأنشد:

عبد الرحيم قد احتجب* * * إن الخلاص هو العجب‌

قال ابن أبى طى: و كان الذين صلبوا الفضل بن الكامل القاضي، و هو أبو القاسم هبة اللَّه بن عبد اللَّه بن كامل قاضى قضاة الديار المصرية زمن الفاطميين، و يلقب بفخر الأمناء، فكان أول من صلب فيما قاله العماد، و قد كان ينسب إلى فضيلة و أدب، و له شعر رائق، فمن ذلك قوله في غلام رفاء

يا رافيا خرق كل ثوب* * * و ما رفا حبه اعتقادي‌

عسى بكف الوصال ترفو* * * ما مزق الهجر من فؤادي‌

و ابن عبد القوى داعي الدعاة، و كان يعلم بدفائن القصر فعوقب ليدل عليها، فامتنع من ذلك فمات و اندرست. و العويرس و هو ناظر الديوان، و تولى مع ذلك القضاء. و شبريا و هو كاتب السر.

و عبد الصمد الكاتب و هو أحد أمراء المصريين، و نجاح الحمامي و منجم نصراني كان قد بشرهم بأن هذا الأمر يتم بعلم النجوم.

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 12  صفحه : 275
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست