responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 12  صفحه : 274

سيملك الأرض كلها، و قد كان أخوه على بن مهدي قد تغلب قبله عليها، و انتزعها من أيدي أهل زبيد، و مات سنة ستين فملكها بعده أخوه هذا، و كل منهما كان سي‌ء السيرة و السريرة، فعزم صلاح الدين لكثرة جيشه و قوته على إرسال سرية إليه، و كان أخوه الأكبر شمس الدولة شجاعا مهيبا بطلا و كان ممن يجالس عمارة اليمنى الشاعر، و كان عمارة ينعت له بلاد اليمن و حسنها و كثرة خيرها، فحداه ذلك على أن خرج في تلك السرية في رجب من هذه السنة، فورد مكة فاعتمر بها ثم سار منها إلى زبيد، فخرج إليه عبد النبي فقاتله فهزمه توران شاه، و أسره و أسر زوجته الحرة، و كانت ذات أموال جزيلة فاستقرها على أشياء جزيلة، و ذخائر جليلة، و نهب الجيش زبيد، ثم توجه إلى عدن فقاتله ياسر ملكها فهزمه و أسره، و أخذ البلد بيسير من الحصار، و منع الجيش من نهبها، و قال ما جئنا لنخرب البلاد، و إنما جئنا لعمارتها و ملكها، ثم سار في الناس سيرة حسنة عادلة فأحبوه، ثم تسلم بقية الحصون و المعاقل و المخالف، و استوسق له ملك اليمن بحذافيره و ألقى إليه أفلاذ كبده و مطاميره، و خطب للخليفة العباسي المستضي‌ء، و قتل الدعي المسمى بعبد النبي، و صفت اليمن من أكدارها، و عادت إلى ما سبق من مضمارها، و كتب بذلك إلى أخيه الملك الناصر يخبره بما فتح اللَّه عليه، و أحسن إليه، فكتب الملك صلاح الدين بذلك إلى نور الدين، فأرسل نور الدين بذلك إلى الخليفة يبشره بفتح اليمن و الخطبة بها له. و فيها خرج الموفق خالد بن القيسراني من الديار المصرية، و قد أقام بها الملك الناصر حساب الديار المصرية و ما خرج من الحواصل حسب ما رسم به الملك نور الدين كما تقدم، و قد كاد صلاح الدين لما جاءته الرسالة بذلك يظهر شق العصا و يواجه بالمخالفة و الاباء، لكنه عاد إلى طباعه الحسنة و أظهر الطاعة المستحسنة، و أمر بكتابة الحساب و تحرير الكتاب و الجواب، فبادر إلى ذلك جماعة الدواوين و الحساب و الكتاب، و بعث مع ابن القيسراني بهدية سنية و تحف هائلة هنية، فمن ذلك خمس ختمات شريفات مغطات بخطوط مستويات، و مائة عقد من الجواهر النفيسات، خارجا عن قطع البلخش و اليواقيت، و الفصوص و الثياب الفاخرات، و الأواني و الأباريق و الصحاف الذهبيات و الفضيات، و الخيول المسومات، و الغلمان و الجواري الحسان و الحسنات، و من الذهب عشرة صناديق مقفلات مختومات، مما لا يدرى كم فيها من مئين ألوف و مئات، من الذهب المصري المعد للنفقات. فلما فصلت العير من الديار المصرية لم تصل إلى الشام حتى أن نور الدين مات (رحمه اللَّه) رب الأرضين و السموات، فأرسل صلاح الدين من ردها إليه و أعادها عليه، و يقال إن منها ما عدي عليه و علم بذلك حين وضعت بين يديه.

مقتل عمارة بن أبى الحسن‌

ابن زيدان الحكمي من قحطان، أبو محمد الملقب بنجم الدين اليمنى الفقيه الشاعر الشافعيّ،

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 12  صفحه : 274
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست