responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 12  صفحه : 273

بكل صباح لي و كل عشية* * * وقوف على أبوابكم و سلام‌

و قد قيل لي يشكو سقاما بعينه* * * فها نحن منها نشتكى و نضام‌

ثم دخلت سنة تسع و ستين و خمسمائة

قال ابن الجوزي في المنتظم: إنه سقط عندهم ببغداد برد كبار كالنارنج، و منه ما وزنه سبعة أرطال، ثم أعقب ذلك سيل عظيم، و زيادة عظيمة في دجلة، لم يعهد مثلها أصلا، فخرب أشياء كثيرة من العمران و القرى و المزارع، حتى القبور، و خرج الناس إلى الصحراء، و كثر الضجيج و الابتهال إلى اللَّه حتى فرج اللَّه عز و جل، و تناقصت زيادة الماء بحمد اللَّه و منّه، قال: و أما الموصل فإنه كان بها نحو ما كان ببغداد و انهدم بالماء نحو من ألفى دار، و استهدم بسببه مثل ذلك، و هلك تحت الردم خلق كثير، و كذلك الفرات زادت زيادة عظيمة، فهلك بسببها شي‌ء كثير من القرى، و غلت الأسعار بالعراق في هذه السنة في الزروع و الثمار، و وقع الموت في الغنم، و أصيب كثير ممن أكل منها بالعراق و غيرها. قال ابن الساعي: و في شوال منها توالت الأمطار بديار بكر و الموصل أربعين يوما و ليلة لم يروا الشمس سوى مرتين لحظتين يسيرتين، ثم تستتر بالغيوم، فتهدمت بيوت كثيرة، و مساكن على أهلها، و زادت الدجلة بسبب ذلك زيادة عظيمة، و غرق كثير من مساكن بغداد و الموصل، ثم تناقص الماء باذن اللَّه. قال ابن الجوزي: و في رجب وصل ابن الشهرزوري من عند نور الدين و معه ثياب مصرية، و حمارة ملونة جلدها مخطط مثل الثوب العتابى. و فيها عزل ابن الشامي عن تدريس النظامية و وليها أبو الخير القزويني. قال: و في جمادى الآخرة اعتقل المجير الفقيه و نسب إلى الزندقة و الانحلال و ترك الصلاة و الصوم، فغضب له ناس و زكوه و أخرج، و ذكر أنه وعظ بالحدثية فاجتمع عنده قريبا من ثلاثين ألفا. قال ابن الساعي: و فيها سقط أحمد بن أمير المؤمنين المستضي‌ء من قبة شاهقة إلى الأرض فسلم، و لكن نبت يده اليمنى و ساعده اليسرى، و انسلخ شي‌ء من أنفه، و كان معه خادم أسود يقال له نجاح، فلما رأى سيده قد سقط ألقى هو نفسه أيضا خلفه، و قال: لا حاجة لي في الحياة بعده، فسلم أيضا، فلما صارت الخلافة إلى أبى العباس الناصر- و هو هذا الّذي قد سقط- لم ينسها لنجاح هذا، فحكمه في الدولة و أحسن إليه، و قد كانا صغيرين لما سقطا. و فيها سار الملك نور الدين نحو بلاد الروم و في خدمته الجيش و ملك الأرمن و صاحب ملطية، و خلق من الملوك و الأمراء، و افتتح عدة من حصونهم، و حاصر قلعة الروم فصالحه صاحبها بخمسين ألف دينار جزية، ثم عاد إلى حلب و قد وجد النجاح في كل ما طلب، ثم أتى دمشق مسرورا محبورا. و فيها كان فتح بلاد اليمن للملك صلاح الدين، و كان سبب ذلك أن صلاح الدين بلغه أن بها رجلا يقال له عبد النبي بن مهدي، و قد تغلب عليها و دعا إلى نفسه و تسمى بالإمام، و زعم أنه‌

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 12  صفحه : 273
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست