responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 12  صفحه : 272

له عليّ خدمة، و كان قد استنابه في هذه القلعة قبل ابنه نجم الدين أيوب، و إني أكره أن أسوأ كما، و لكن انتقلا منها. فأخرجهما نهروز من قلعته. و في ليلة خروجه منها ولد له الملك الناصر صلاح الدين يوسف. قال فتشاءمت به لفقدى بلدي و وطني، فقال له بعض الناس: قد نرى ما أنت فيه من التشاؤم بهذا المولود فما يؤمنك أن يكون هذا المولود ملكا عظيما له صيت؟ فكان كما قال، فاتصلا بخدمة الملك عماد الدين زنكي أبى نور الدين، ثم كانا عند نور الدين متقدمان عنده، و ارتفعت منزلتهما و عظما، فاستناب نور الدين نجم الدين أيوب على بعلبكّ، و كان أسد الدين من أكبر أمرائه، و لما تسلم بعلبكّ أقام مدة طويلة، و ولد له فيها أكثر أولاده، ثم كان من أمره ما ذكرناه في دخوله الديار المصرية. ثم إنه في ذي الحجة سقط عن فرسه فمات بعد ثمانية أيام في اليوم السابع و العشرين من ذي الحجة من هذه السنة، و كان ابنه صلاح الدين محاصر الكرك غائبا عنه، فلما بلغه خبر موته تألم لغيبته عن حضوره، و أرسل يتحرق و يتحزن، و أنشد:

و تخطفه يد الردى في غيبتي* * * هبنى حضرت، فكنت ما ذا أصنع؟

و قد كان نجم الدين أيوب كثير الصلاة و الصدقة و الصيام، كريم النفس جوادا ممدحا. قال ابن خلكان: و له خانقاه بالديار المصرية، و مسجد و قناة خارج باب النصر من القاهرة، وقفها في سنة ست و ستين. قلت: و له بدمشق خانقاه أيضا، تعرف بالنجمية، و قد استنابه ابنه على الديار المصرية حين خرج إلى الكرك، و حكمه في الخزائن، و كان من أكرم الناس، و قد امتدحه الشعراء كالعماد و غيره و رثوه بمراث كثيرة، و قد ذكر ذلك مستقصى الشيخ أبو شامة في الروضتين، و دفن مع أخيه أسد الدين بدار الامارة، ثم نقلا إلى المدينة النبويّة في سنة ثمانين، فدفنا بتربة الوزير جمال الدين الموصلي، الّذي كان مواخيا لأسد الدين شيركوه، و هو الجمال المتقدم ذكره، الّذي ليس بين تربته و مسجد النبي (صلى اللَّه عليه و سلم) إلا مقدار سبعة عشر ذراعا، فدفنا عنده. قال أبو شامة: و في هذه السنة توفى ملك الرافضة و النحاة.

الحسن بن ضافى بن بزدن التركي‌

كان من أكابر أمراء بغداد المتحكمين في الدولة، و لكنه كان رافضيا خبيثا متعصبا للروافض، و كانوا في خفارته و جاهه، حتى أراح اللَّه المسلمين منه في هذه السنة في ذي الحجة منها، و دفن بداره ثم نقل إلى مقابر قريش فلله الحمد و المنة. و حين مات فرح أهل السنة بموته فرحا شديدا، و أظهروا الشكر للَّه، فلا تجد أحدا منهم إلا بحمد اللَّه، فغضب الشيعة من ذلك، و نشأت بينهم فتنة بسبب ذلك.

و ذكر ابن الساعي في تاريخه أنه كان في صغره شابا حسنا مليحا معشوقا للأكابر من الناس. قال و لشيخنا أبى اليمن الكندي فيه، و قد رمدت عينه:

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 12  صفحه : 272
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست