نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي جلد : 12 صفحه : 271
و فيها هزم ملك الأرمن مليح بن ليون عساكر الروم، و غنم منهم شيئا كثيرا، و بعث إلى نور الدين بأموال كثيرة، و ثلاثين رأسا من رءوس كبارهم، فأرسلها نور الدين إلى الخليفة المستضيء. و فيها بعث صلاح الدين سرية صحبه قراقرش مملوك تقى الدين عمر ابن شاهنشاه إلى بلاد إفريقية، فملكوا طائفة كثيرة منها، من ذلك مدينة طرابلس الغرب و عدة مدن معها.
و ممن توفى فيها من الأعيان
إيلدكز التركي الاتابكى
صاحب أذربيجان و غيرها، كان مملوكا للكمال السميرمى، وزير السلطان محمود، ثم علا أمره و تمكن و ملك بلاد أذربيجان و بلاد الجبل و غيرها، و كان عادلا منصفا شجاعا محسنا إلى الرعية، توفى بهمدان
الأمير نجم الدين أبو الشكر أيوب بن شادى
ابن مروان، زاد بعضهم بعد مروان بن يعقوب، و الّذي عليه جمهورهم أنه لا يعرف بعد شادى أحد في نسبهم، و أغرب بعضهم و زعم أنهم من سلالة مروان بن محمد آخر خلفاء بنى أمية، و هذا ليس بصحيح، و الّذي نسب اليه ادعاء هذا هو أبو الفداء إسماعيل بن طغتكين بن أيوب بن شادى و يعرف بابن سيف الإسلام، و قد ملك اليمن بعد أبيه فتعاظم في نفسه و ادعى الخلافة و تلقب بالإمام الهادي بنور اللَّه و لهجوا بذلك و قال هو في ذلك:
و أنا الهادي الخليفة و الّذي* * * أدوس رقاب الغلب بالضمر الجرد
و لا بد من بغداد أطوى ربوعها* * * و أنشرها نشر الشماس على البرد
و أنصب أعلامى على شرفاتها* * * و أحيى بها ما كان أسّسه جدي
و يخطب لي فيها على كل منبر* * * و أظهر أمر اللَّه في الغور و النجد
و ما ادعاه ليس بصحيح، و لا أصل له يعتمد عليه، و لا مستند يستند إليه، و المقصود أن الأمير نجم الدين كان أسن من أخيه أسد الدين شيركوه، ولد بأرض الموصل، كان الأمير نجم الدين شجاعا، خدم الملك محمد بن ملك شاه فرأى فيه شهامة و أمانة، فولاه قلعة تكريت، فحكم فيها فعدل، و كان من أكرم الناس، ثم أقطعها الملك مسعود لمجاهد الدين نهروز شحنة العراق، فاستمر فيها، فاجتاز به في بعض الأحيان الملك عماد الدين زنكي منهزما من قراجا الساقي فآواه و خدمه خدمة بالغة تامة، و داوى جراحاته و أقام عنده مدة خمسة عشر يوما، ثم ارتحل إلى بلده الموصل، ثم اتفق أن نجم الدين أيوب عاقب رجلا نصرانيا فقتله، و قيل إنما قتله أخوه أسد الدين شيركوه، و هذا بخلاف الّذي ذكره ابن خلكان، فإنه قال: رجعت جارية من بعض الخدم فذكرت له أنه تعرض لها اسفهسلار الّذي بباب القلعة، فخرج إليه أسد الدين فطعنه بحربة فقتله، فحبسه أخوه نجم الدين و كتب إلى مجاهد الدين نهروز يخبره بصورة الحال، فكتب إليه يقول: إن أباكما كانت
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي جلد : 12 صفحه : 271