responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 12  صفحه : 270

و الشيخ أبو بكر يحيى بن سعدون القرطبي، نزيل الموصل المقري النحويّ، قال: و فيها ولد العزيز و الظاهر ابنا صلاح الدين، و المنصور محمد بن تقى الدين عمر.

ثم دخلت سنة ثمان و ستين و خمسمائة

فيها أرسل نور الدين إلى صلاح الدين- و كان الرسول الموفق خالد بن القيسراني- ليقيم حساب الديار المصرية، و ذلك لأن نور الدين استقل الهدية التي أرسل بها إليه من خزائن العاضد، و مقصوده أن يقرر على الديار المصرية خراجا منها في كل عام. و فيها حاصر صلاح الدين الكرك و الشوبك فضيق على أهلها، و خرب أماكن كثيرة من معاملاتها، و لكن لم يظفر بها عامه ذلك. و فيها اجتمعت الفرنج بالشام لقصد زرع [1]، فوصلوا إلى سمسكين فبرز إليهم نور الدين فهربوا منه إلى الغور، ثم إلى السواد، ثم إلى الشلالة، فبعث سرية إلى طبرية فعاثوا هنالك و سبوا و قتلوا و غنموا و عادوا سالمين، و رجع الفرنج خائبين. و فيها أرسل السلطان صلاح الدين أخاه شمس الدولة نور شاه إلى بلاد النوبة فافتتحها، و استحوذ على معقلها و هو حصن يقال له إبريم، و لما رآها بلدة قليلة الجدوى لا يفى خراجها بكلفتها، استخلف على الحصن المذكور رجلا من الأكراد يقال له إبراهيم، فجعله مقدما مقررا بحصن إبريم، و انضاف إليه جماعة من الأكراد البطالين، فكثرت أموالهم و حسنت أحوالهم هنالك و شنوا الغارات و حصلوا على الغنائم.

و فيها كانت وفاة الأمير نجم الدين أيوب بن شادى والد صلاح الدين، سقط عن فرسه فمات و سنأتي على ترجمته في الوفيات. و فيها سار الملك نور الدين إلى بلاد عز الدين قلج أرسلان بن مسعود ابن قلج أرسلان بن سليمان السلجوقي، و أصلح ما وجده فيها من الخلل. ثم سار فافتتح مرعش و بهسنا، و عمل في كل منهما بالحسنى. قال العماد: و فيها وصل الفقيه الامام الكبير قطب الدين النيسابورىّ، و هو فقيه عصره و نسيج وحده، فسر به نور الدين و أنزله بحلب بمدرسة باب العراق، ثم أتى به إلى دمشق فدرس بزاوية جامع الغربية المعروفة بالشيخ نصر المقدسي، ثم نزل بمدرسة الحاروق، ثم شرع نور الدين بإنشاء مدرسة كبيرة للشافعية، فأدركه الأجل قبل ذلك. قال أبو شامة: و هي العادلية الكبيرة التي عمرها بعد ذلك الملك العادل أبو بكر بن أيوب. و فيها رجع شهاب الدين بن أبى عصرون من بغداد و قد أدى الرسالة بالخطبة العباسية بالديار المصرية، و معه توقيع من الخلافة باقطاع درب هارون و صريفين لنور الدين، و قد كانتا قديما لأبيه عماد الدين زنكي، فأراد نور الدين أن ينشئ ببغداد مدرسة على حافة الدجلة، و يجعل هذين المكانين وقفا عليها فعاقه القدر عن ذلك. و فيها وقعت بناحية خوارزم حروب كثيرة بين سلطان شاه و بين أعدائه، استقصاها ابن الأثير و ابن الساعي.


[1] كذا في الأصل. و في ابن الأثير: قصدوا بلاد حوران من أعمال دمشق.

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 12  صفحه : 270
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست