responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 12  صفحه : 268

أصبح الملك بعد آل على* * * مشرقا بالملوك من آل شادى‌

و غدا الشرق يحسد الغرب* * * للقوم فمصر تزهو على بغداد

ما حووها إلا بعزم و حزم* * * و صليل الفولاذ في الأكباد

لا كفرعون و العزيز و من* * * كان بها كالخطيب و الأستاد

قال أبو شامة: يعنى بالأستاد كأنه نور الإخشيدي، و قوله آل على يعنى الفاطميين على زعمهم و لم يكونوا فاطميين، و إنما كانوا ينسبون إلى عبيد، و كان اسمه سعيدا، و كان يهوديا حدادا بسلمية، ثم ذكر ما ذكرناه من كلام الأئمة فيهم و طعنهم في نسبهم. قال و قد استقصيت الكلام في مختصر تاريخ دمشق في ترجمة عبد الرحمن بن إلياس، ثم ذكر في الروضتين في هذا الموضع أشياء كثيرة في غضون ما سقته من قبائحهم، و ما كانوا يجهرون به في بعض الأحيان من الكفريات، و قد تقدم من ذلك شي‌ء كثير في تراجمهم، قال أبو شامة: و قد أفردت كتابا سميته «كشف ما كان عليه بنو عبيد من الكفر و الكذب و المكر و الكيد» و كذا صنف العلماء في الرد عليهم كتبا كثيرة، من أجل ما وضع في ذلك كتاب القاضي أبو بكر الباقلاني، الّذي سماه «كشف الأسرار و هتك الأستار» و ما أحسن ما قاله بعض الشعراء في بنى أيوب يمدحهم على ما فعلوه بديار مصر:

أبدتم من بلى دولة الكفر من* * * بنى عبيد بمصر إن هذا هو الفضل‌

زنادقة شيعية باطنية* * * مجوس و ما في الصالحين لهم أصل‌

يسرون كفرا يظهرون تشيعا* * * ليستروا سابور عمهم الجهل‌

و فيها أسقط الملك صلاح الدين عن أهل مصر المكوس و الضرائب، و قرئ المنشور بذلك على رءوس الأشهاد يوم الجمعة بعد الصلاة ثالث صفر. و فيها حصلت نفرة بين نور الدين و صلاح الدين، و ذلك أن نور الدين غزا في هذه السنة بلاد الفرنج في السواحل فأحل بهم بأسا شديدا، و قرر في أنفسهم منه نقمة و وعيدا، ثم عزم على محاصرة الكرك و كتب إلى صلاح الدين يلتقيه بالعساكر المصرية إلى بلاد الكرك، ليجتمعا هنالك و يتفقا على المصالح التي يعود نفعها على المسلمين، فتوهم من ذلك صلاح الدين و خاف أن يكون لهذا الأمر غائلة يزول بها ما حصل له من التمكن من بلاد مصر، و لكنه مع ذلك ركب في جيشه من مصر لأجل امتثال المرسوم، فسار أياما، ثم كرّ راجعا معتلا بقلة الظهر، و الخوف على اختلال الأمور إذا بعد عن مصر و اشتغل عنها، و أرسل يعتذر إلى نور الدين. فوقع في نفسه منه، و اشتد غضبه عليه، و عزم على الدخول إلى مصر و انتزاعها من صلاح الدين و توليتها غيره، و لما بلغ هذا الخبر صلاح الدين ضاق بذلك ذرعه، و ذكر ذلك بحضرة الأمراء و الكبراء، فبادر ابن أخيه تقى الدين عمر و قال: و اللَّه لو قصدنا نور الدين لنقاتلنه، فشتمه الأمير

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 12  صفحه : 268
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست